arablog.org

ماذا تكتب في مدونات عربية؟

 

 

يتكرر طرح هذا السؤال كلما عنت الفكرة لكتابة مدونة جديدة، بعد ما ظل السؤال مطروحا بصيغته الإجمالية منذ البدء في التدوين على منصة “مدونات عربية”، الموقع الذي يضم نخبة من المدونين والكتاب العرب من دول عدة، ومردّ هذا السؤال يرجع إلى تموضع الموقع في منزلة بين منزلتين إن صح التعبير، فهو يتوسط بين العام والخاص، إذ الأول يُعنى بالشأن العام كما هو حال المواقع والصحف والوكالات الإخبارية، بينما يقتصر الثاني (الخاص) على الشئون الخاصة وفق ما يمكن ملاحظته في غالبية المدونات الخاصة. متابعة قراءة ماذا تكتب في مدونات عربية؟

عبدالرحمن الجفري يحذر من تمدّد الحوثيين

 

 

أعرب عن خشيته من أن يدفع تمدد الحوثيين خارج مساحتهم إلى الوقوع في صراع سني شيعي.

عدن / فؤاد مسعد / الأناضول –

قلل القيادي اليمني الجنوبي، عبدالرحمن الجفري رئيس حزب “رابطة الجنوب العربي”، من خطورة التمدد الحوثي على جنوب اليمن، قائلا إن الجنوبيين يتبعون المذهب السني الشافعي وسيقاومون هذا التمدد.

وفي تصريحات خاصة لوكالة الأناضول أضاف الجفري، وهو أحد القيادات السياسية المطالبة بانفصال الجنوب، إن “المذهب الزيدي (الشيعي) إذا تجاوز مساحته الجغرافية في شمال اليمن يعرّض نفسه للخطر”، لكنه أعرب عن خشيته من أن يدفع تمدد الحوثيين خارج مساحتهم إلى الوقوع في صراع سني- شيعي حسب تعبيره.

وعن المخاطر الأمنية وفي مقدمتها تنظيم القاعدة، قال الجفري إن خطر القاعدة حقيقي ويجب الاعتراف به والتعامل معه بواقعية، رغم أن فكر القاعدة غريب ودخيل ولم يكن موجودا في الجنوب، مضيفا: “إن الجنوبيين يؤمنون بالمذهب السني الشافعي (نسبة إلى الإمام الشافعي أحد الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب الفقهية عند السنة) المعروف بسماحته ونبذ العنف، ونحن نشرنا الإسلام في ثلث الكرة الأرضية بدون أن تراق قطرة دم”.

وفيما يتعلق بمطالب الانفصال، قال الجفري لوكالة الأناضول: “نحن لا نطالب بالانفصال ولكن نطالب بالتحرير والاستقلال، تحرير الجنوب العربي من الاحتلال اليمني، فالجنوب لم يكن يوما ضمن اليمن”.

وعن سبب زياته الحالية لعدن، قال الجفري: نحن لم ننقطع عن أهلنا وبلدنا في كل المراحل، ولكنا آثرنا اليوم أن نبقى إلى جانب شعبنا لدرء المخاطر التي تهدده ومنها الاحتلال اليمني والتطورات التي تجري في صنعاء.

ومضى قائلا : إن عدم وجود دولة يعتبر تحديا أمام الجنوب وقضيته.

لكن القيادي الجنوبي أبدى تفاؤله بوجود ما وصفها بالمبشرات، منها أن قضية الجنوب أصبحت معروفة للمجتمع الدولي، وأن الخلافات (بين الأطراف التي تدعو للانفصال) بدأت تتقلص وتنحصر بين شخصيات قيادية وليست في صفوف القواعد.

وأردف القول : إن دولا عدة (لم يسمها) بدأت تدرك أن مصلحتها في إقامة دولة الجنوب الواقعة في منطقة مصالح استراتيجية دولية مهمة في النقل البحري وتصدير النفط.

وأضاف: على إخواننا اليمنيين أن يدركوا أننا سنظل إخوة، ونحن نحرص على إقامة علاقات طيبة مع كل دول الإقليم، حسب قوله.

وفيما يخص الجنوبيين الذين لم ينخرطوا في المطالبة بالانفصال أو ما يصفه بـ”التحرير والاستقلال” قال الجفري: هم أهلنا ولن نقطع تواصلنا معهم مهما اختلفنا، وبعد الاستقلال سيكون لهم نفس الحقوق التي يملكها الذين ناضلوا من أجل الجنوب”.

وعيّن الجفري نائبا لرئيس دولة (جنوب اليمن) التي أُعلنت انفصالها عن اليمن منتصف العام 1994م، ليغادر في يوليو/تموز من العام نفسه مع قيادات جنوبية أخرى إلى المنفى، بعدما انتهت الحرب لصالح الرئيس اليمني السابق/علي عبدالله وحلفائه، لكنه عاد إلى عدن قادما من المملكة العربية السعودية في المرة الأولى أواخر العام 2006م، وفي المرة الثانية منتصف العام 2012م.

ويرأس الجفري حزب (رابطة الجنوب العربي الحر) الذي تأسس في أبريل/نيسان 1951م، وتعرضت قيادات الحزب للنفي والمطاردة من قبل الاحتلال البريطاني أولا ثم من السلطات التي حكمت الجنوب بعد الاستقلال، وأثناء الإعداد للوحدة اليمنية أعلن الحزب تغيير اسمه إلى (رابطة أبناء اليمن) ليشمل نشاطه اليمن كافة، لكن قيادة الحزب أعادت الاسم السابق مطلع العام الجاري.

متابعة قراءة عبدالرحمن الجفري يحذر من تمدّد الحوثيين

المستشار القانوني علي الزقري: ما يحدث في اليمن ناتج عن غياب العدالة وتفشي الفساد

 

 

عضو الجالية اليمنية في دبي والمستشار القانوني.. الأستاذ علي محمد الزقري ل «26سبتمبر»:ما يحدث في اليمن هو تراكمات لغياب العدالة الاجتماعية وتفشي الفساد
الخميس, 06 نوفمبر 2014 –> العدد 1789 – حوارات (صحيفة 26سبتمبر) متابعة قراءة المستشار القانوني علي الزقري: ما يحدث في اليمن ناتج عن غياب العدالة وتفشي الفساد

من يستلم تركة الدولة اليمنية المريضة؟

الرئيس السابق علي صالح يجمع كائنات (الراعي) في مجلس النواب لإستخدامها كآخر مؤسسة شرعية في البلد المنهار، والحوثي جمع مأجوري فئة (ألفين ريال=10 دولار)، وأطلق عليهم (حكماء اليمن)، للقول أن الدولة سقطت وهذا هو الشعب يقرر تشكيل لجان ثورية (حوثية) تدير شؤون البلد! متابعة قراءة من يستلم تركة الدولة اليمنية المريضة؟

عن اغتيال الدكتور/ محمد المتوكل

 

 

 

الشهيد المتوكل

 

سيكون اليوم ذا دلالة حزينة في حياة اليمنيين، لأنه شهد اغتيال الدكتور/ محمد عبدالملك المتوكل، أحد أبرز المفكرين السياسيين في اليمن، وواحد من أعمدة التجربة السياسية في البلاد.

ويعد اغتياله جريمة بشعة بحق البلد ومصيره ومستقبل التعايش السلمي، وإن استهدافه في هذا التوقيت الحرج يهدف لإشعال فتيل طالما حذر العقلاء – وهو أحدهم- من تبعات اشتعاله. الأمر الذي يعني أن خارطة القتل تمددت إلى ما لانهاية على حساب مساحة الأمل والسلام، وتلك قيم كان يحملها الشهيد الدكتور/محمد المتوكل. إذ كان واحدا من رواد الحياة السياسية بطابعها السلمي المدني الحضاري. متابعة قراءة عن اغتيال الدكتور/ محمد المتوكل

منطق الحوثيين في اليمن: أنا أفجّر إذن أنا موجود

 

 

مقالة نشرتها في (رأي اليوم) 

لم يكن يخطر في بال الفيلسوف الفرنسي الشهير “رينيه ديكارت 1596-1650م”، وهو يختط عبارته التي لا تقل عنه شهرة: “أنا أفكر، إذن أنا موجود”، أن جماعة مسلحة ستأتي بعد أربعة قرون لتعيد العبارة ذاتها لكن بشكل يؤكد اعتمادها على “التفجير” بدلا عن التفكير كدلالة على الوجود. لذلك يغدو الحوار القصير التالي أكثر الأحاديث تداولا بين اليمنيين في الوقت الراهن:

متابعة قراءة منطق الحوثيين في اليمن: أنا أفجّر إذن أنا موجود

تونس..هل تكون الناجية الوحيدة من فوضى الثورة؟ (النتائج الكاملة للإنتخابات التشريعية)

 

اشتعلت الشرارة الأولى للثورة من تونس، وفيها بدا الإنتقال الديمقراطي ناضجاً وواعياً ومأمون النتائج. ولقد بدا التونسيون جميعاً منتصرين وهم يقررون مستقبل بلادهم بأوراق الإقتراع وهي الوسيلة الأرقى والأضمن والأسلم للانتقال الحضاري الديمقراطي والتبادل السلمي للسلطة. متابعة قراءة تونس..هل تكون الناجية الوحيدة من فوضى الثورة؟ (النتائج الكاملة للإنتخابات التشريعية)

عن الوباء الذي ينتشر في الجسد اليمني العليل

 

أدت التشوهات العالقة بالنظام السياسي اليمني لخروج اليمنيين في ثورة فبراير الشعبية في العام 2011م، غير أن جملة ظروف وملابسات داخلية وخارجية حالت دون إنجاز الثورة أهم أهدافها، ما أعاق حركة التغيير المأمولة رغم إزاحة صالح وأبرز رموز نظامه عن السلطة، وبدورها دفعت هذه الأوضاع التي كانت نتاجا طبيعيا ومتوقعا لـ”نصف ثورة” لظهور الحوثيين كتنظيم ميليشياوي مسلح يعتمد الحروب والصراعات ومواجهة الخصوم وسيلة وحيدة للسيطرة على الأرض وفرض نفوذه كأمر واقع على الجميع،  فكانت حروب دماج وكتاف وحرف سفيان وحاشد وأرحب وهمدان الجوف وعمران، وأخيرا العاصمة صنعاء وذمار والبيضاء وإب والحديدة، والبقية تأتي..

وبدا واضحا أن الظاهرة الحوثية كعصابة تحمل السلاح لممارسة العنف، أخذت تنتشر على الأرض كما ينتشر الفيروس القاتل في الجسد الهزيل الفاقد المناعة و العاجز عن المقاومة، لذا نرى أن ثمة مقاومة تتصدى للمرض في أجزاء حيوية عديدة لا تزال تمتلك مقومات مقاومة الوباء القادم.

وكان من الطبيعي أيضا أن يؤدي انتشار الحوثيين بهذا الشكل أن تظهر جماعة “أنصار الشريعة” المرتبطة بتنظيم القاعدة، ضمن معادلة تقوم على نشوء ردة فعل لكل فعل، تساويه في المقدار وتناقضه في الاتجاه، وبدت القاعدة هي النقيض للحوثيين من حيث المذهب والأيديولوجيا لكنها تتساوى معهم في استخدام السلام واعتماده وسيلة التفاهم الوحيدة مع الأطراف المحيطة.

لم تستطع مكونات الثورة أن توقف نهم الحوثي وسعيه الدائم للسيطرة، كما لن يستطيع الحوثيون أنفسهم استنهاض أطراف العملية السياسية ومكونات القبيلة لمواجهة القاعدة مهما كان خطرها وخطورتها على المشهد السياسي والأمني، إذ تكشف الأخيرة منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء أنها ستتكفل بتوجيه الرد القاسي والمؤلم لمسلحي الحوثي الذين لم يوقفهم اتفاق أو تردعهم هيبة الدولة، كما ولم تتمكن مخرجات الحوار الوطني -الذي شاركوا فيه- من كبح جماحهم أو تحد من هيجانهم المتصاعد.

قد تتشكل الحكومة وفق ما يتفق عليه المعنيون في الرئاسة والأحزاب والحوثيون، لكن هذا لن يغير في المضمون شيئا، حيث السيطرة لا تزال رهن القوة العسكرية التي باتت حكرا على الجماعات الإرهابية من حوثيين وقاعدة، خاصة وقد ثبت جليا ضعف الدولة والجيش ولم يعد مجديا الرهان على المؤسسات الحكومية.

لا تزال المواجهات على الأرض هي الفاعل الأبرز وصوتها هو الأعلى، وعلى ضوء النتائج التي تتمخض عنها تتكشف حقائق ومعطيات جديدة، وسيكون الساسة – كغيرهم- في انتظار ما يتقرر في جبهات المواجهة المفتوحة في أكثر من موقع وعلى أكثر من طرف.

تراهن بقايا نظام صالح على توسع جماعة الحوثي في مناطق جديدة، لأسباب عديدة أهمها الرغبة في مواصلة الانتقام من خصومها المشاركة في الثورة الشعبية من أحزاب وقبائل ووحدات عسكرية محسوبة على الثورة، كما تسعى للاستفادة من خلال هذه الفوضى في الإبقاء على بعض مكاسبها غير المشروعة، خاصة تلك التي تم الإبقاء عليها بفعل الحصانة والمحاصصة التين كانتا من أهم مضامين المبادرة الخليجية الموقعة بين الأطراف السياسية اليمنية أواخر العام 2011م.

وفيما ينسف الحوثيون بقوة السلاح بكل ركائز العملية السياسية السلمية زاعمين أنهم بذلك يخلصون اليمن من الوصاية الخارجية، لكنهم لم يقتربوا شبرا واحدا من المساس بالحصانة الممنوحة لصالح وأقطاب حكمه، وهم بهذه الانتقائية التي تبعث على الاطمئنان وليس للشك، يثبتون صحة التحالف مع صالح ورجاله، وهو التحالف الذي فرش لهم الأرض ورودا من خارج كهوف مران حتى جبال رداع وسواحل الحديدة.

حاليا ينشب الصراع المسلح بين طرفين نقيضين هما الحوثيون و القاعدة، بالإضافة لما يمكن أن يقوم به مسلحو القبائل و التشكيلات الأهلية من مواجهة المخاطر وفق ما تراه مناسبا.

وإذا كان الحوثيون في مواجهاتهم الأخيرة يتساءلون عن شرعية القاعدة فمن المهم تذكيرهم أن القاعدة لا تبحث عن شرعية شبيهة بالتي يتمنطق بها الحوثيون، ذلك أن القاعدة ترى في انتشار مسلحي الحوثي في مناطق سنية منذ مئات السنين مبررا شرعيا ووجوديا لها في الحرب عليهم، فضلا عن أن الحوثيين أنفسهم منذ قرروا شن الحروب على الدولة و الجيش والقبائل و الأحزاب والصحف و المساجد لم تكن تسندهم أي شرعية- ولا يزالون من مجردين من هذه الشرعية باستثناء ما يمنحون به أنفسهم باعتبارهم وكلاء الله وأنصاره الذين انتدبتهم العناية الإلهية – بموجب الولاية – لمحاربة القاعديين و الدواعش- وكل من يعترض طريق (مسيرتهم القرآنية) هو قاعدي وداعشي.

لا جديد في الأفق القريب ما لم تكن هناك معجزة تنتشل البلد مما وصل إليه بفعل رعونة الحوثيين وسلاحهم الطائش، والمشكلة لدى الحوثيين تتجلى في انفصامهم بين العنف والإرهاب كممارسة و الخطاب التضليلي من حيث الادعاء، إذ لا تزال كلماتهم وبياناتهم وتصريحاتهم تدين العنف بينما سلوك منتسبيها غارق حتى الأذنين في مستنقع العنف.

 

 

في مطلع عام هجري جديد.. اليمنيين مهاجرون بسبب الأنصار!

 

يحتفل العالم الإسلامي بالعام الهجري الجديد 1436هـ، (ذكرى الهجرة النبوية) وفي حلوق اليمنيين غصة الألم المريرة جراء ما آلت إليه أوضاعهم، وقد أصبح حالهم شبيها بحال المهاجرين الأوائل الذين اضطرتهم المعاناة في بلدهم مكة للفرار بدينهم وأرواحهم إلى يثرب التي أصبحت بعد الهجرة إليها “المدينة المنورة”.

في اليمن نشبت مؤخرا جولات عدة من الحروب والصراعات دفعت بآلاف اليمنيين للهجرة من مناطقهم التي صارت مرتعا لصراع يأخذ أكثر من لون وأكثر من طابع.

منتصف العام 2011م نزح أكثر من مائة ألف مواطن يمني من مناطق سكنهم وعملهم في أبين وشبوة جنوبي البلاد إلى عدن ولحج ومناطق أخرى مجاورة بحثا عن الأمان الذي فقدوه جراء احتدام المواجهات بين الجيش و”أنصار الشريعة”، وهو النسخة المحلية من تنظيم القاعدة، خاصة بعد ما سيطروا على مناطق عدة أصبحت ضمن دائرة نفوذهم.

بينما في شمال اليمن ظلت حركة الهجرة والنزوح مستمرة منذ يونيو/حزيران 2004م، بفعل المواجهات التي نشبت بين القوات الحكومية من جهة و”أنصار الله” التنظيم الشيعي المتمرد و المسلح في صعدة، وكلما طال أمد الحروب زادت أعداد النازحين من مناطقهم في صعدة وحرف سفيان حتى قارب العدد نصف مليون نازح في العام الماضي وفق الإحصاءات الرسمية الحكومية والدولية، وهي الإحصائيات التي لم تشمل الزيادات الطارئة التي وقعت بعد الإحصاء في محافظة عمران الواقعة شمال العاصمة صنعاء، حيث نشبت فيها الحرب منذ أواخر العام الماضي حتى سقطت في قبضة الميليشيا المسلحة في يوليو/تموز الماضي، وقد أصبحت المحافظة شبه خالية من السكان جراء الانتهاكات المستمرة و القمع المتواصل من قبل مسلحي الحوثي.

أضف إلى ذلك ما شهدته العاصمة صنعاء الشهر الماضي من صراعات دامية انتهت بسقوطها هي الأخرى تحت سيطرة الحوثيين الذين نشروا مسلحيهم في كل شبر في المدينة حتى زاد عدد حواجز التفتيش فيها عن عدد الحواجز الإسرائيلية في عدة محافظات فلسطينية.

الحروب لا تزال اليوم على أشدها في حزام الوسط اليمني من غربه إلى شرقه (الحديدة – إب- البيضاء)، في حين محافظات أخرى تضع أياديها على قلوبها في انتظار ساعة الصفر التي لا ينقصها سوى تسرب بضعة من مسلحي الحوثي إلى المكان المستهدف بنصب نقطة تفتيش يزعمون أنهم يبحثون عن خصومهم- وما أكثر خصومهم وربما يكون الخصم المفترض طفلا يحمل مشاعر طيبة لمعاوية بن أبي سفيان، أو قبيلي لا يؤمن بأفضلية البرنامج السياسي للإمام علي بن أبي طالب على برامج منافسيه من بني أمية أو بني عبدشمس!

(قبل أيام قتل الحوثيون طبيبا في مقر عمله لأن لحيته تشبه لحية شخص كانوا يطلبونه في اليوم نفسه).

كان الحوثيون في الحروب السابقة يواجهون الجيش، ومنذ العام 2011م باتوا يواجهون القبائل، لكنهم منذ سبتمبر/أيلول الماضي أصبحوا في مواجهة مكشوفة مع القاعدة، الحوثيون يدعون أنهم أنصار الله، ومسلحو القاعدة يزعمون أنهم (أنصار الشريعة)، ومن سخرية المصادفة يبدو أن الحرب بين الله وشريعته!! أو هكذا زعم أنصار الطرفين.

في مواجهات الحوثيين الأخيرة لإسقاط المدن انضم إليهم طرف ثالث لم يستطع إخفاء رغبته في الانتقام من الجميع، وهو الطرف الذي يطلق على أتباعه (أنصار الزعيم)، و الزعيم هو الرئيس السابق/ علي عبدالله صالح الذي أسقطته احتجاجات ثورية أواخر العام 2011م، لكن امتلاكه للسلاح وبعض الولاءات في صفوف الجيش ومسئولي نظامه إلى جانب ما يمتلك من أموال جعلته يمارس الانتقام من خلال تغذية الصراعات في أكثر من جبهة، ومع أكثر من طرف، حتى أن سقوط المدن في قبضة الحوثيين لم يتم بهذه الصورة لو لم يحظ بمساعدة (أنصار الزعيم)،  الذي قرر إرباك المشهد بهذا الشكل.

المحصلة في اليمن: مزيد من الحروب يشنها الأنصار (أنصار الله  وأنصار الشريعة وأنصار الزعيم)، يعني مزيد من المعاناة تدفع ببقية اليمنيين للهجرة التي يضطرون إليها يوميا بفعل حروب الأنصار المستمرة.

(لقد بات اليمنيون مهاجرين بفعل الأنصار)، بهذه العبارة توجز كاتبة يمنية الوضع في بلادها.

 

في ذكرى رحيله الـ8: حميد شحرة.. وثــّق (مصرع الابتسامة) ومضى

 

 

حميد شحرة

يوافق اليوم الذكرى الثامنة لرحيل الكاتب الصحفي/ حميد شحرة، الذي وافته المنية في العام 2006م، في حادث مروري مؤسف وهو في ذروة عطائه الإعلامي كتابة وإبداعا.

عرفه القراء من كتاباته التي بدأها بالصحافة المحلية في محافظة إب، ثم في صحيفة الصحوة، حيث شرع – إلى جانب عموده الأسبوعي- في نشر حلقات من التاريخ الوطني كانت مطمورة في صدور أصحابها ومذكراتهم الخاصة، ومنها حلقات (الزبيري في ذاكرة الأميري)، و (الواسعي يتذكر) ثم (رجال عرفتهم)، وفي مجلة نوافذ التي كان واحدا من أبرز محرريها، بدأ يتناول في ملفات مفصلة وحلقات عديدة موضوعات شائكة في التاريخ و الوعي السياسي اليمني، وكشف في تعاطيه معها عن ثقافة جادة وبحث دؤوب و جهد متواصل في دروب الحقيقة.

وفي مرحلة هامة من حياته المهنية أسس صحيفة “الناس” التي غدت خير معبر عن الناس العاديين في ظروف لم تكن عادية.

وكان مشروعه الرائد كتاب (مصرع الابتسامة) الذي يؤرخ لثورة 1948م التي لم يقدر لها النجاح سوى ثلاثة أسابيع لتجهز عليها قوة البطش الإمامي وتقضي على حلم الثوار وهو لا يزال في مهده.

وقد استقى الراحل عنوان الكتاب من بيت شعري للشهيد/ محمد محمود الزبيري الذي كان أحد رواد الثورة ونجا من القتل لأنه كان لحظة الانقضاض عليها خارج اليمن، إذ يقول الزبيري وهو يرثي الثورة:

أنا راقبت دفن فرحتنا.. وشاهدت مصرع الابتسامة

ورأيت الشعب الذي نزع القيد.. وأبقى جذوره في الإمامة

نحن شئنا قيامه لفخارٍ .. فأراه الطغاة هول القيامة

وكما كشفت كتابات حميد الصحفية عن كاتب يحمل رسالة الحرف ويقدر المضمون الذي يحمله، فقد كشف الكتاب عن علم في الثقافة والتاريخ السياسي والوعي الوطني، قل أن نجد له نظيرا في ساحة بات كل من يكتب خبرا يقدم نفسه باعتباره مؤرخا ومحللا وخبيرا في كل الشئون ومتخصصا في كل القضايا.

رحمة الله على حميد الذي شكل إضافة جديدة للصحافة والكتابة والإبداع، وسيبقى لسنوات قادمة عصيا على النسيان بما خلفه من آثار لا تزال حية باقية.

مدونة الصحفي/فؤاد مسعد