بعد غياب قسري.. نعود على حزن

لا زالت الحرب – هنا في اليمن- تلقي بظلالها على البلد،

ولا يزال الموت يعزف لحنه الجنائزي فوق الجميع، قبل ان نفرغ من تشييع صديق أو قريب يتنامى إلينا نعي لآخر..

أمس الجمعة فجعنا بنبأ استشهاد ابن عمي الشاب الخلوق لطف المعصري ضمن مجموعة جديدة من الشهداء في المواجهات مع ميليشيا  الحوثي في الرضمة شمال مدينتنا دمت.

وكل يوم تثبت العصابة إصرارها على سفك المزيد من الدماء وقتل المزيد من المواطنين، ويثبت اليمنيون رفضهم لها وقدرتهم على الخلاص منها. مهما كلفهم من ثمن. وهل هناك أغلى من الأرواح الزكية حين تقدم نفسها قربانا لله تعالى.

الوداع أخي لطف.. ومع حزني عليك أنا فخور بك لأنك اخترت نهاية تليق بحياتك الطيبة وشخصيتك المحبوبة من الجميع. الشهادة أعلى رتبة يحصل عليها من أخلص في حياته وقد كنت كذلك منذ طفولتك.

إنه قدرنا نحن اليمنيين أن نواجه حثالة الكهوف القذرة. بأجمل ما لدينا. دماء الشهداء الطاهرة وارواحهم المضيئة حتى يكون للانتصار قيمته وللحرية ثمنها.

سلام عليك يا لطف وعلى رفاقك الشهداء وأنتم تدفعون تتار الزمن المعاصر بعيدا عن ترابنا ومائنا وهوائنا. وتدافعون عن الأرض والكرامة والوطن.

سلام عليكم يوم قدمتم أرواحكم في سبيل الله وواجهتم قطعان الخطيئة واراذل البشر بقلوب مؤمنة وإرادة صادقة وعزيمة لا تلين.

سلام عليكم في الأولين

وسلام عليكم في الآخرين.

وسلام عليكم إلى يوم الدين.

 

(الصورة لمدينة دمت التابعة لمحافظة الضالع/اليمن)

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *