سميح القاسم يرحل منتصب القامة

 

غادر الحياة ملتحقا برفيق دربه درويش..

سميح القاسم يرحل منتصب القامة

s22

غادر الدنيا شاعر فلسطين و الانتفاضة سميح القاسم، ملتحقا برفيق دربه الشاعر محمود درويش، و برحيله فقدت الأمة صوتا استثنائيا و مبدعا مقاوما، أفنى سني حياته و هو منتصب القامة، لم يتعب و لم ينكسر، و لكنه قاوم و قاوم ثم قاوم ثم قاوم..

و كما غادر رفيقه درويش الدنيا في شهر أغسطس هاهو يودع الحياة في الشهر ذاته بعد ست سنوات.

إنهم أعمدة المقاومة المناضلين منذ نصف قرن، يترجلون تاركين الحصان وحيدا، يتركون الحياة

و قد غدا فيها

“..من عاش يخسر سر الحياة

ومن مات بات على الموت حرا وحيا

وما كان بالأمس عارا محالا

هو اليوم شأن صغير وجائز..”،

 

أما الفلسطينيون فقد صاروا

“حطام شعب لاجئ شريد”

كما قال سميح القاسم، و تساءل:

هل نعود.. هل نعود؟

 

ظلال:

أشدُّ من الماء حزناً

تغربت في دهشة الموت عن هذه اليابسه

أشدُّ من الماء حزناً

وأعتى من الريح توقاً إلى لحظة ناعسه

وحيداً. ومزدحما بالملايين،

خلف شبابيكها الدامسه..

*

تغرٌبت منك. لتمكث في الأرض.

أنت ستمكث

(لم ينفع الناس.. لم تنفع الأرض)

لكن ستمكث أنت،

ولا شيء في الأرض، لا شيء فيها سواك،

وما ظل من شظف الوقت،

بعد انحسار مواسمها البائسه..

*

ولدت ومهدك أرض الديانات،

مهد الديانات أرضك،

مهدك. لحدك.

لكن ستمكث في الأرض. تلفحك الريح طلعا

على شجر الله. روحك يسكن طيرا

يهاجر صيفا ليرجع قبل الشتاء بموتي جديدي..

 

وتعطيك قنبلة الغاز إيقاع رقصتك القادمه

لتنهض في اللحظة الحاسمه

أشد من الماء حزنا

وأقوى من الخاتمه..

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *