عدن اليمنية.. مدينة مُسالمة ترفض العنف والإرهاب

 

لم يفاجأ المواطنون في مدينة عدن اليمنية بحدوث تفجيرات وأعمال عنف وإرهاب تطال مدينتهم المسالمة، كما فوجئوا بوجود أحد أبناء المدينة ضمن المشاركين في تلك الأعمال، وهو ما حدث الثلاثاء الماضي حينما أعلنت وكالة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” مسئولية التنظيم عن استهداف مقرات حكومية وأخرى تتبع قوات التحالف الداعم للشرعية، مؤكدة على ذلك بنشر صور منفذي الهجمات، ومن بينهم شاب من عدن يدعى معاذ أنور الذي لا يزال في العشرينيات من عمره.

يقول أصدقاء معاذ إنه كان شابا معتدلا ولم يظهر عليه أي ميل نحو أعمال العنف والتطرف، وقد فوجئ جميع من يعرفونه بإعلان اسمه بين منفذي الهجوم الانتحاري، الأمر الذي دفع عددا منهم للتساؤل عن السبب الذي يجعل من معاذ وأمثاله أداة قتل بهذا الشكل وبفترة زمنية وجيزة.

واحد من أصدقاء معاذ المقربين يقول إنهما طالما تناقشا في شئون الحياة، فوجده متفائلا وأبعد ما يكون عن التخطيط للقتل والدمار، وكان معاذ في بعض الأحيان يحلم بـ”الهجرة إلى أوروبا”، بحثا عن حياة تليق به، وهو الذي ظل حسابه في الفيسبوك يحمل هذا الاسم: “انا واد كريزي موت”، اسم لا يمت بصلة لتلك الأسماء التي تجعل العنف هويتها والقتال صفة لا تفارقها.

ويضيف آخر: كان معاذ شاباً خلوقاً، وهو آخر شخص يُـتوقع منه مجرد القيام بدردشة عابرة مع جماعة إرهابية متطرفة.

فور إعلان اسم معاذ بين الانتحاريين كتب صديقه على صفحته في الفيسبوك:

لا زلت مصدوما، ولم أصدق ما تراه عيني.

أعطيت نفسي كل  المبررات، ليس هذا معاذ، مستحيل، لعله شخصا يشبهه،

لكن للأسف – يا معاذ- هذه هي الحقيقة المرة التي أذقتها عائلتك وأهلك وأصدقاءك وبلادك..

الان فقط آمنت بمقولة “غسل الدماغ”، لمن يحمل قلباً طيبا وروحاً بريئة..

لا ادري ماذا اقول يا معاذ.. ضاعت الكلمات وتبعثرت الحروف.

 

وفي مكان غير بعيد كتبت فتاة تنتمي للمدينة نفسها:

معاذ لم يعرف الا بلباسه الشبابي العادي التزامه بدراسته الجامعية،
تم غسل دماغه من قبل مجاميع شيطانية تدعي حب الله ورسوله، وتقتل المسلمين.
نعم قتلت الإماراتيين الذين قاموا بتأهيل المدارس والخدمات، واعادوا الحياة إلى عدن،
اطعموا الفقراء ومسحوا بأياديهم الحانية على رؤوس اليتامى.
تكفلوا بأبناء الشهداء، وفازوا بصحبة رسول الله القائل: “انا وكافل اليتيم كهاتين”، واشار بإصبعيه السبابة والوسطى.
نعم ارسلوا معاذ في طريق اللا عودة، طريق الدم والنار والبارود. 
اوجعوا بذلك والديه وأهله واصدقاءه.
علموه ان الجنة طريقها فوق جثث المسلمين 
ولم يعلموهم ان رضى الوالدين مفتاح للجنة والنعيم المقيم.

وإذا كان العنف طريق للجنة فلماذا لا يذهب إليه من حرضوا معاذ وغيره؟

وبحسرة تتأسف قائلة:
لم استطع الترحم له، ولم أقو على الدعاء عليه.

وتخاطب قادة الرأي من علماء وشيوخ وإعلاميين:

أنقذوا العشرات من أمثال معاذ.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *