الباحث والناقد اليمني سالم السلفي: الأدب يواجه أزمة لكنه لن يموت وسيبعث كالعنقاء من جديد

 

 

 

فؤاد مسعد- عدن (اليمن) 

قال الباحث والناقد اليمني الدكتور سالم السلفي أستاذ الأدب والنقد بجامعة عدن، إن الأدب يواجه أزمة عالمية، مشيرا إلى أن “تودوروف وهو أحد كبار النقاد العالميين ألّف اليوم كتابا فيه جزء كبير من سيرته الذاتية، وأسمى الكتاب (الأدب في خطر)، واكتشفت أن الغرب يعانون مشكلات مثل ما نعاني في الفكر والتعليم والعمل الأكاديمي، لكن الأدب لن يموت، ربما يخفت لكنه سينبعث من جديد كالعنقاء.

وفي لقاء مفتوح على شبكة الانترنت نظمته مساء اليوم مجموعة “عدن تقرأ” التي تديرها مبادرة “آفاق الثقافية” بمدينة عدن اليمنية، قال الدكتور السلفي، الذي صدر له عدد من الكتب والدراسات التاريخية والنقدية، إذا كان الأدب يواجه مصير الزوال فإن الشعر خاصة يتهدده جزء من الأدب نفسه، مضيفا أنه منذ سنين أصدر الدكتور جابر عصفور كتابا أسماه (زمن الرواية) فثارت ثائرة الشعراء، وهذا يعني أن الشعراء موجودون حسب قوله.

وعن دور النخب المثقفة في إحداث التغيير المنشود، قال الدكتور السلفي، إن النخب المثقفة ليست على قلب واحد ولا فكر واحد ولا اتجاه واحد، كل يعمل في المجال الذي يجيده ويحسنه فهناك من يربي في المؤسسات التعليمية والأكاديمية وهناك من يؤثر في المؤسسات الإعلامية وهناك من يتقن التاثير في ظل منظمات العمل المدني، فكل ميسر لما خلق له، وأردف القول إن القراءة سبيل مثلى للانتعاش الحضاري لكنها وحدها لا تفعل شيئا، ولابد من تكاتف المؤسسات الثقافية المختلفة مثل المؤسسات التعليمية والأكاديمية والإعلامية ومؤسسات المجتمع المدني، وهذا التكاتف قادر على النهوض بالمجتمع نحو مصاف التنوير.

وعن مدينة عدن وما واجهته إبان الحرب التي عاشتها العام الماضي، بين القوات الحكومية من جهة والمسلحين التابعين لجماعة الحوثي والرئيس السابق/ علي صالح من جهة ثانية، أوضح السلفي قائلا: “تمر في تاريخ كل المدن لحظات تاريخية تزدهر فيها وتنحدر، وأظن ما مر على عدن في السنين الماضية، لا سيما في السنة الفائتة كان كفيلا بوأدها سنين بل عقودا، لكن عدن صمدت صمودا عجيبا. ونحن في حاجة لوقت حتى تستعيد عافيتها الكاملة”، مشيرا إلى أن “القراءة إحدى السبل الأساسية لتستعيد عدن مكانتها، والمكتبات، والإعلام، والجامعة، نوافذ مهمة لاستعادة عافية المدن التنويرية”.

يذكر إن الناقد والأكاديمي سالم السلفي المولود في محافظة أبين جنوبي اليمن عام 1970، حصل على الدكتوراه في الدراسات الأدبية من معهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة عام 2006، كما حصل في العام نفسه على دبلوم عال في علم المخطوطات وتحقيق النصوص من معهد المخطوطات العربية بالقاهرة، بعد ما حصل على الماجستير في الدراسات الأدبية عام 1999 من جامعة عدن، وحصل على البكالوريوس في الآداب والتربية بكلية التربية، قسم اللغة العربية بالجامعة نفسها عام 1995.

وصدر له عدد من الدراسات النقدية والتاريخية والأبحاث العلمية المحكمة، منها: الخصائص الأسلوبية للمثل في كتاب مجمع الأمثال للميداني: رسالة الماجستير،و”الغربة في الشعر اليمني الحديث والمعاصر” (دراسة أسلوبية): أطروحة الدكتوراه، و”الغربة في شعر الهَمْداني (الرؤية والأسلوب)”، وهو بحث علمي محكم، نشرته مجلة التواصل التابعة لجامعة عدن، العدد 19، يناير 2008، و”العبارات المصكوكة في النص الشعري – آليات دمجها ومظاهر مقاومتها (شعر عبد العزيز المقالح أنموذجا)”، بحث علمي محكم، نشرته مجلة جامعة عدن الألكترونية، في العدد الأول، يونيو 2012، و”بنية الاعتراض في الشعر العربي القديم – دراسة في ضوء نظرية الاتصال لرومان جاكبسون”: بحث علمي محكم، مجلة سمات (جامعة البحرين)، السنة الرابعة العدد الثاني، مايو 2016.

أما الكتب فصدر له “معجم أعلام يافع”، الطبعة الأولى 2009م، الطبعة الثانية 2013، و”يافع في مصر ودراسات أخرى” طبعة أولى 2010، و”حَجْر رُعَيْن القبيلة والمكان والأعلام” منشور في موقع الألوكة على الشبكة العنكبوتية، 2012م، و”وَفَيَات عدن (1940-1989م)”، الجزء الأول (1940-1967م)، دار الوفاق، عدن، 2014م.

تعليق واحد على

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *