يمر الحزب الاشتراكي اليمني حاليا بمرحلة مهمة في تاريخه، ويتوقع أن يعيد النظر في مجمل مواقفه وتحالفاته الراهنة وصياغة تحالفات (ثنائية) جديدة كما أوحى بذلك جملة مخرجات دورة لجنته المركزية وخطابات قياداته فضلا عن بيان اجتماع مجلسه الحزبي مؤخرا.
من حق الاشتراكي- وغيره من مكونات اللقاء المشترك- التفكير جديا في بقائه في هذا الكيان من عدمه، وإن كان الحزب لم يكشف عن موقف واضح حيالها حتى اللحظة، إلا أن خلو بيان اللجنة المركزية من ذكر المشترك، جدير بالملاحظة، كما أن الدكتور ياسين سعيد نعمان، أمينه العام الذي غادر موقعه أمس الخميس، قالها بوضوح لم يعد هناك شيء مشترك، ملمحا إلى إمكانية البحث عن مشتركات أخرى خارج اللقاء المشترك.
ومن المؤكد أن يتمخض المؤتمر العام الذي سيعقد قريبا، مخرجات تكون أكثر تعبيرا عن خيارات الحزب وأولوياته وبرنامجه السياسي.
وبرأينا فإن أهم ما يمكن استخلاصه في هذا السياق ما يلي:
- يؤكد الاشتراكي، وقيادته الجديدة تحديدا، العمل على تعزيز الوحدة التنظيمية في صفوفه، بعد سنوات غلبت عليها القطيعة كما اشار إلى ذلك بيان المجلس الحزبي.
- مراعاة موقف الاشتراكي المعلن في مسألة الإقليمين وضرورة انعكاسه على الوضع التنظيمي الداخلي للحزب، خاصة وأنه اعتمد الفيدرالية التنظيمية على أساس شمال وجنوب، يمثل كل منهما مجلس تنسيق، أحدهما يجمع منظمات الحزب في المحافظات الجنوبية، والآخر للمحافظات الشمالية، وقد تم تأسيس مجلس تنسيق لمنظمات الجنوب خلال الفترة الماضية، وهو ما سيجعل أداء الحزب يبدو متناسبا مع الإقليم الذي يتحرك في إطاره، من منطلق تنوع التحديات وتفاوت مشاكله والاختلاف في طريقة علاجها.
- سيكون لكل إقليم حزبي – بطبيعة الحال- علاقات جديدة وتحالفات أخرى بحسب ما تمليه عليها المرحلة، وهو ما ستأخذه القيادة بعين الاعتبار.
- اختيار أمين عام للحزب، بمؤهلات الدكتور عبدالرحمن عمر السقاف، ابن المدنية المتحضرة بالوعي الثقافي والوطني وروح النضال السلمي، يأتي مطمئنا لدعاة القيم المدنية، وكذلك اختيار رجل القانون الدكتور/ محمد المخلافي، ومعهما مثلث قيادة اللجنة المركزية الممثل بالمناضل يحيى أبو إصبع ومساعديه فضل الجعدي وطيبة بركات، كلها مؤشرات إيجابية تدعو للتفاؤل، خاصة إذا ما أضيف لها انتعاش اللجنة المركزية بكوكبة جديدة من الشباب الديناميكي ذكورا وإناثا.
- الوضع الجديد ربما يمنح فروع المحافظات فرصا جديدة للتعاطي المباشر مع ما يدور حولها بواقعية وموضوعية تمكنها من تسجيل حضور فاعل للحزب وضمان تفاعل عناصره مع المجتمع المحلي تأثرا وتأثيرا.