نايف الجماعي.. وهج لا ينطفئ

 

من قمم جبل بعدان الأشم في محافظة إب أقبل الشاب الثائر/نايف الجماعي قصيدة عصماء قافيتها الوطن،ومن سهول اللواء الأخضر إلى كل شبر في البلاد تردد اسم الشهيد القائد أنشودة عنوانها حب اليمن..
الشاعر الخطيب والأديب الأريب اللبيب،يتجلى في رحاب الوطن قصيدة ثورة وأغنية كفاح..أيقونة عطاء ورمز تضحية.

لقد كان يحمل في ضميره وطنا فانسابت كلماته لحنا لا يشبهه لحن،وتجلت قصائده ذكرى لوطن لا يموت وذاكرة لتاريخ يستعصي على النسيان..
نايف الجماعي.. شاعر أوقد جذوة الشعر،كي ينير دربا للسائرين في رحابه،وأشعل من كلماته نارا تلتهم عهود الظلم وعصور الظلام..فكان طوال حياته سيرة نضال لا يتوقف،ومسيرة كفاح مستمر وشعاره:
سجل مكانك في التاريخ يا قلم
الحاكم الشعب لا سيدي وأسيادي

غير أنه وهو المسكون بآلام وطنه وأوجاع مواطنيه،لم يكن بعيدا عن هموم أمته الجريحة وفي القدس الشريف أول جراحها وأغزرها.. فهب إلى هناك ينصر المقاومة،من خيوط حبه ينسج حبل المدد؛ ومن وهج كلماته يسرج قنديل الكرامة.

من روح الثورة استلهم شهيدنا نضاله،وفي رحاب النضال الوطني انطلق ثائرا يقود الصفوف بكلماته الصادقة وحديثه المجلجل إذ يهز أوتاد الظلم والاستبداد والفساد،مضى رافع الرأس ثابت العزيمة،قضيته الكبرى الوطن وهدفه الأسمى تطهير اليمن من الأدران التي علقت به وأعاقت سيره وشوهت مسيرته.

وحين كشرت وحوش الظلام عن أنيابها ونقضت كعادتها العهود والمواثيق،حمل شهيدنا روحه في راحته،وأوقف حياته في سبيل الله دفاعا عن الأرض والوطن.. فتحت المليشيات نيران حقدها على البلد فمضى الشهيد إلى حيث يذهب الأبطال حين يجد الجد،وحين تزحف قطعان الغزو ينبري الفرسان للدفاع عن حياض الوطن.. خاض القائد جولته الأولى في جبل بعدان ليلقن الغزاة الطامعين درسا قاسيا في الصمود وفي التضحية.

ولم تتمكن المليشيات من أن تنال من عزم (أبي عزام) وعزيمته،فكان الخراب سلاحها الأثير والتدمير هويتها الأولى والأخيرة.. عمد الحوثيون إلى تفجير منزل الشهيد ومنازل أسرته وهي تظن أن ذلك العمل الدنيء سينال منه.. لكنه كان هناك في جبهة العز يسطر المجد التليد بقلبه وقلمه على ثرى الوطن الحبيب،وهو يرى في كل شبر من الوطن وطنا يستحق البذل والعطاء،وهناك كان شعره لا يقل حضورا عن شجاعته في الميدان،إذ يقف شامخا في وجه أذيال إيران..

آذنت شمس القائد بالمغيب على موعد مع الفجر الذي تنبأ به وضحى بحياته لأجله، فكان هناك فوق رابية من روابي الوطن المفدى،كانت روحه الزكية هناك تزرع الابتسامة بحجم النصر،وهناك كان دمه الطاهر يرسم وطنا بلون الفجر.
وحانت لحظة الوداع المهيب..جافة إلا من ندى كلماته،وصامتة إلا من صدى أبياته.. تتردد في الآفاق أنشودة يمنية خالدة.. وأغنية وطنية تأبى أن تموت..
وهو القائل ذات يوم:
شهيد وأحيا عند ربي حياتي..
من في سبيل الله ضحى فما مات.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *