“نجران تحت الصفر”.. رواية تشهد على الثورة اليمنية

 

رواية نجران تحت الصفر، التي كتبها وزير الثقافة الفلسطيني السابق “يحيى خلف”، جزء من تاريخ اليمن المعاصر،وشهادة مهمة توثق أحداثا أكثر أهمية،حول الحرب بين طلائع الجمهورية الوليدة من جهة وفلول الامامية المندحرة عقب ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962،واستمرت الحرب ثماني سنوات حتى توقفت في العام 1970.
الرواية لم ينسج خيوطها روائي ابتكر وقائعها من خياله.. بقدر ما هي شهادات من واقع عاشته الثورة اليمنية في مرحلة مفصلية،جمع اشتاتها الروائي الفلسطيني حينما سنحت له الفرصة في الوقوف على جانب من الحرب،عندما كان يعمل مدرسا في نجران.. المدينة التي كانت قاعدة إمداد الدعم السعودي للملكيين في حربهم لإسقاط الثورة المدعومة من جمهورية مصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
جمعت الرواية على صغر حجمها بين معالم الحرب الكبرى وبين حوادث هامشية لا تكاد تذكرها كتب التاريخ.. بيد أنها تتصدر صفحات الرواية بتفاصيلها التي أحاط بها الروائي إحاطة خبير وأجاد تصويرها كفنان يمتلك العدة الكافية واللازمة لإعداد لوحة ألوانها الحكايات ومادتها التاريخ في لحظة تكاد تكون منسية من ذاكرة الأدب عامة والرواية منه على وجه الخصوص.
إبان الأحداث التي تتناولها الرواية فقد المؤلف رفيق دربه كمال الغزاوي،الذي قتلته غارة جوية خاطئة حينما انتقل إلى مناطق الحرب في محافظة صعدة..
وعنه يقول المؤلف:
“كان من المفروض أن يكون واحدا من أبطال روايتي (نجران تحت الصفر) ولكن، عندما، بدأت في الكتابة، كان يهرب من بين السطور مثلما العصافير، كان مهرا جامحا لا يمكن ترويضه، لم أستطع حشره بين عشرات الشخصيات، فقد كان ذا كبرياء ونزق.
وبعد أن أكملت الرواية، ونشرتها ، ظللت أشعر بغياب هذه الشخصية التي أفلتت من بين يدي. كان غيابه يشبه غياب النقاط عن الحروف. كان عنيدا مثل طرفة بن العبد..
حمل رسالته، ومضى في سبيله”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *