سبتمبر وأكتوبر.. أجمل ما أنجزه اليمنيون منذ قرون

 

بجرائم الأئمة الجدد وحربهم الهمجية بدت ثورة سبتمبر1962 عظيمة وخالدة،  فما كان لأجيالنا والأجيال اللاحقة أن تدرك عظمة سبتمبر لو لم تطل الإمامة الجديدة بوجهها الحوثي الدميم، وما كان لنا أن نحتفي بكل البهاء السبتمبري لو لم يظهر عكفي الحكم المتخلف بوجهه (المخلوع)، وبضدها تتميز الأشياء.

يحتفي اليمنيون بسبتمبر لأنه أعاد الاعتبار لليمن والتاريخ الذي طمرته – أو كادت ممارسات الأئمة القادمين من وراء الحدود، كما يحتفلون بأكتوبر (ثورة 1963) بالفرحة ذاتها لأنه التعبير الوطني الجامع عن رغبة الخلاص من حكم أجنبي وافد، وإقامة حكم وطني يعبر عن رغبة الشعب ويلبي احتياجاته.

سيبقى سبتمبر ومعه أكتوبر خالدين في ذاكرة الشعب ووجدان الناس، باعتبارهما يومين يمثلان الوطن في انتفاضته وثورته وإرادته.

ولن تقوى المحاولات الحاقدة على طمس سبتمبر أو أكتوبر، فهما أروع ما أنجزه اليمنيون منذ قرون.

ذلك لأنهما جسدا إرادة اليمنيين في الثورة على حكم إمامي فاسد شمالا، وحكم استعماري أجنبي جنوبا، وصدق في الوضع حينها قول الشاعر الراحل أحمد السقاف:

تقاسموها ففي صنعاء طاغية

وفي الجنوب عدو غاشم ضغنُ

وسيبقى أجمل ما في سبتمبر أنه قام على جهود الأحرار في الجنوب كما في الشمال، وأجمل ما في أكتوبر أنه كان كذلك،

وأجمل ما فيهما معا أنهما الإنجاز الثوري والوطني الذي قامت على أساسه الدولة الوطنية في ملامحها اليمنية الخالصة، مع الإقرار بوجود أخطاء وخطايا واكبت مسيرة الدولة في الشمال كما في الجنوب، إلا أن كارثة اليمنيين جميعا تراكمت في الحقبة التي حكمها المخلوع علي صالح، حين عملت إدارة حكمه على إفراغ القيم السامية من مضامينها الوطنية، بدءا بالثورة والجمهورية ومرورا بالوحدة اليمنية وليس انتهاء بالحرية والعدالة، كما أنه ظل يعمل من وراء اللافتات الوطنية على تخريب الوطن ونسف كل منجزاته ومكتسباته، ليصل في نهاية مشواره السيء خادما مطيعا في بلاط أسياده من صبية كهوف مران، ليقوم بينهما تحالف إجرامي آثم يعمل جاهدا على تدمير اليمن وقتل اليمنيين وتجريف الهوية وتزوير التاريخ، الأمر الذي هيأ لنشوء حركة وطنية واعية جديدة قامت لمواجهة الحلف الدموي الليم لتنتصر لليمن أرضا وتاريخا وهوية وطنية.

يحتفل اليمنيون اليوم بالانتصارات التي يحققونها يوميا في مواجهة تحالف سدنة الفساد واللصوصية، كما يحتفلون بذكرى ثورتهم الخالدة وهم يتذكرون التضحيات التي قدمت في سبيل الخلاص من كل مخلفات القرون الغابرة، ويتطلعون لبناء دولتهم المنشودة التي طالما حلموا بها، الدولة اليمنية الحديثة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *