من الذي يحارب اليمن؟ حقائق وتساؤلات

 

 

اليمن/ فؤاد مسعد

منذ بدأت عاصفة الحزم في اليمن اواخر مارس/آذار من العام الماضي، تعمل الأطراف الانقلابية المسلحة ومعها بقية الأدوات الممولة من إيران في المنطقة بكل ما أوتيت من قوة على تضليل الرأي العام في الداخل والخارج، من خلال تصوير ما يجري باعتباره عدوانا أجنبيا على اليمن، وهي محاولة بائسة ويائسة يسعون من خلالها لتقديم أنفسهم كحماة للوطن وحراس على مكتسباته، ناسين أو متناسين كيف ولماذا تدخلت دول التحالف العربي وبدأت عملياتها، وإن كان لابد من تذكير هذه المليشيات ومن يقف خلفها بملابسات التدخل العربي فيمكن إيجازه بالحقائق التالية:

  • خرجت القوى السياسية اليمنية مطلع العام 2014 بنتائج مؤتمر الحوار الوطني، وكانت جماعة الحوثي المسلحة مشاركة في المؤتمر من خلال أكثر من ثلاثين مندوبا موزعين على كافة فرق المؤتمر والقضايا المطروحة للمناقشة خلال فترة انعقاده التي استمرت قرابة عشرة أشهر، وحين كانت البلاد تتهيأ لتنفيذ النتائج المتوافق عليها شرعت الجماعة المسلحة في تقويض بنيان الدولة ماديا ومعنويا من خلال مهاجمة المعسكرات والاستيلاء على المؤسسات واغتيال أفراد الجيش والأمن ونهب الممتلكات العامة والخاصة، وتكوين سلطة بديلة لسلطة الدولة الرسمية والشرعية في استنساخ أحمق لتجربة حزب الله في لبنان، وفيما كانت قيادات الدولة والأحزاب السياسية منشغلة بمؤتمر الحوار كانت مليشيات الحوثي بالتحالف مع أتباع الرئيس السابق/ علي عبدالله صالح تشن حروبها الغادرة في المناطق والمحافظات اليمنية بدءا بصعدة التي يوجد بها معقل التمرد الحوثي منذ الحروب الست التي اندلعت بين الدولة والحوثيين خلال الفترة (2004 :2009)، ومارس التحالف المشؤوم أبشع الجرائم بحق المدنيين وبحق الدولة ومؤسساتها القائمة في مختلف المناطق والمحافظات.
  • اثناء انعقاد مؤتمر الحوار واصلت المليشيات المتمردة حروبها ضد السكان في محافظات صعدة والجوف ومأرب وحجة وعمران، وهو ما يعني بكل وضوح انها ترفض الحوار وتتحدى مخرجاته وستواصل حربها لتحقيق مصالحها الخاصة وتنفيذ الأجندة الإيرانية بموجب التبعية والارتهان والتمويل والدعم المقدم من مرجعيات قم وطهران.
  • لم يتدخل التحالف العربي في اليمن إلا بعد سقوط أغلب المحافظات في قبضة المليشيات المسلحة واختطاف الدولة ومهاجمة رئيس الجمهورية بالطائرات الحربية وملاحقته وقتل عدد من أفراد حراسته، وحتى هذه اللحظة اقتصر تدخل التحالف على شن الغارات الجوية على عصابات الإجرام ومخازن أسلحتها لتكف أذاها عن المدنيين وتوقف حربها الهمجية التي قتلت آلاف اليمنيين ودمرت منشئاته وقضت على اقتصاده الضعيف أصلا، بمعنى أن التحالف يستهدف أوكار المجرمين المطلوبين للعدالة محليا ودوليا، والمدانين بجرائم حرب ضد الإنسانية في عدد من المحافظات.
  • والآن نضع هذه التساؤلات لمن لا يزال في شك من أمر المليشيات وحربها على اليمن واليمنيين:
  • من الذي أشعل الحروب في المحافظات الشمالية منذ العام 2011 ضد القبائل والمجتمع والجيش والأمن والسلطات الحكومية والأحزاب والمكونات الإجتماعية والسياسية والثقافية؟ أليست جماعة العنف الحوثية؟
  • من الذي هجّر وشرّد عشرات آلاف اليمنيين من مساكنهم وقراهم في صعدة ودماج وعمران؟ ومن الذي فجر المساجد والمدراس ودور تحفيظ القرآن الكريم والمركز والمعاهد العلمية والدينية؟ اليست عصابات القتل والإرهاب الحوثية المدعومة من الحوزات الإيرانية والمطعمة بالخبرات اللبنانية والعراقية؟
  • من الذي دمر مئات المنازل وقام بتفجيرها فوق رؤوس ساكنيها إمعانا في الانتقام من الخصوم وسعيا في إرهابهم وتشريدهم وإجبارهم على النزوح سوى مليشيات الحوثي؟
  • من الذي هاجم المحافظات والقرى والمدن واستولى على المؤسسات وقام بنهب الممتلكات وممارسة القتل والتخريب والتفجير وتصفية الخصوم بأبشع الطرق والوسائل التي وصلت حد تفخيخ الجثث بعد قتلها، وإرهاب المواطنين سوى عصابات الإجرام الحوثية؟
  • من الذي رفض كل جولات الحوار ونقض كل الاتفاقيات وانقلب على كل العهود والمواثيق، وظل يستخدم القوة ويفرض لغة العنف خيارا وحيدا للتفاهم وحل الخلافات وتسوية النزاعات، غير جماعة الحوثي ومناصريها؟
  • من الذي اقتحم العاصمة وسيطر على البرلمان والحكومة والمؤسسات السيادية وفرض الإقامة الجبرية على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزراء والمسؤولين، واختطف مدير مكتب رئيس الجمهورية، وأعلن الانقلاب على مؤسسات الشرعية من خلال “الإعلان الدستوري”، أليست جماعة الحوثي من فعل كل هذا؟
  • من الذي أوقف أعمال الحكومة والمرافق العامة واقتحم المحافظات والمعسكرات وعطل المصالح وأجهز على الإعلام ونهب المال العام وصادر الوظيفة واحتل مراكز الدولة الأمنية والعسكرية ووزع مناصريه البرابرة على مؤسسات الدولة وحاصر الأحزاب والمنظمات وأغلق الجاماعات والمدارس والمعاهد وأجبر السفارات والمنظمات الدولية على مغادرة العاصمة صنعاء بسبب الممارسات الهمجية، أليست عصابات الحوثي والمخلوع صالح؟
  • من الذي أعلن الحرب على اليمنيين فيما سمي “النفير العام” غير زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي عندما دعا أنصاره لمهاجمة المحافظات الواقعة خارج سيطرة جماعته، وأطلق على أبناء تلك المحافظات تهم “داعش والقاعدة والتكفيريين”.
  •      وأخيرا: تجاه كل هذه الهمجية الموغلة في القبح والغارقة في الدناءة، هل بقي خيار آخر لدى اليمنيين لاستعادة دولتهم؟ غير طلب المساعدة من الإخوة والأشقاء في الجوار العربي منعا لانهيار أكبر وسقوط أبشع، خاصة بعدما صرخ أحد مساعدي خامنئي غداة اقتحام العاصمة قائلا: “صنعاء هي رابع عاصمة عربية تسقط في أحضان إيران”، فكان لابد من استعادة اليمن عربيا وتخليصه من براثن الأخطبوط الإيراني، وهو ما تفعله الحكومة الشرعية والجيش الوطني والمقاومة الشعبية بدعم من دول التحالف والخليج العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.  

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *