الروائي والشاعر الأردني أيمن العتوم: الشعوب العربية تجد في أدب السجون لونا محببا بسبب الاضطهاد والحكم الشمولي

فؤاد مسعد- عدن-
قال الروائي والشاعر الأردني أيمن العتوم إن بدايته في أدب السجون لم تكن مقصودة، غير أنه بدأ بقصته (روايته يا صاحبي السجن) فلقيت بعض النجاح فشجعه على الثانية، لأنه سجين سابق وسطر تجربته.
وفي لقاء مفتوح على شبكة الانترنت نظمته مساء اليوم مجموعة “عدن تقرأ” التي تديرها مبادرة “آفاق الثقافية” بمدينة عدن اليمنية، قال العتوم: “إن الشعوب العربية تجد في أدب السجون لونا محببا لأن تاريخها السياسي بوجهٍ عامّ هو تاريخ اضطهاد…هو تاريخ الدّيكتاتوريّات المُطلَقة، والحكم الشّموليّ، والحاكم الّذي هو ظلّ الله في الأرض”.
وفي حين كانت روايته الشهيرة “يا صاحبي السجن” الصادرة بداية العام 2012، تدوينا لتجربته الخاصة مع السجون، فإن الرواية التالية لها “يسمعون حسيسها” الصادرة أواخر العام نفسه نتاج مقابلة شخصية مع بطل الرواية الدكتور/ إياد أسعد، الذي سجل شهادته الحية في أكثر من 25 ساعة.
وفي سياق إجاباته على تساؤلات القراء اشار العتوم إلى أن المُساءَلة القانونيّة بالنّسبة للكاتب العربيّ صاحب الرّسالة قائمة سواءٌ أكتبَ أم لا؟! مضيفا: “مُنِعتْ روايتان لي وديوان شعريّ واحد”.
وعن حضور المرأة في أعماله الأدبية قال أيمن العتوم “أنا مؤمن بدورها المحوريّ في كلّ شيء، حاولتُ أن أبرز هذا الدّور في شخصيّة نعيمة في “حديث الجنود”، وشيءٍ من شخصيّة سميّة في “ذائقة الموت”، وشخصيّة بتول في كلمة الله… لكنّني أتمنّى أن أعطيها حقّها في رواية منفصلة خاصّة بعالَمها”.
ومن جهته أشار الناقد اليمني الدكتور/عبدالحكيم باقيس استاذ الأدب والنقد بجامعة عدن، الى السيميائية التي تجلت في عنوانات الأعمال الروائية عند أيمن العتوم، وقال انها تقع في تناص مع النصوص القرآنية، الأمر الذي يشكل علاقة وصل بين المؤلف والقارئ، كما أن للعنوان أثره في خلق أفق توقع القارئ.
وهو ما أكده العتوم بقوله “هِيَ سنّةٌ ألزمتُ بها نفسي… مضيفا: إنّ لغة القرآن لغةٌ عالَميّة كونية إنسانيّة قالَها العليم بكلّ أحوال البشر وطبائعهم، وترجمتُها إلى أيّ لغةٍ أو عِرقٍ ستجدُ قبولاً لديهم، ومن هنا حينَ تترجم لغتي المتّكئة على لغة القرآن إلى اللغات الأخرى ستجدُ قَبولاً لأنّها لغةُ الإنسانِ.
وعن الأشخاص الذين تأثر بهم من الروائيين والشعراء، ذكر من العرب نجيب محفوظ، وعبد الرحمن منيف وإبراهيم الكوني، ومن غير العرب في الرّواية: هيجو وديستويفسكي وجوته ويوسا وغاليانو، أما الشعراء فذكر منهم: المتنبّي ونزار قبّاني وبدوي الجبل، وعنترة، وامرؤ القيس، والجواهري.
وفيما يتعلق انتشار ما يوصف بالأدب السطحي، على حساب الأدب الملتزم قال العتوم إن هذا لا يعيشُ طويلاً؛ وهو مثل فُقاعة صابون تنتفخ وتكونُ زاهية الألوان وتعلو إلى الأعلى لكنّها سرعان ما تنفثِئ… وأردف القول إن الّذي يبقَى مع الزّمن هو ما فيه فائدة، ولعلّ الإجابة الأشفَى في المعيار النّقديّ الإلهيّ في قوله تعالى: “فأمّا الزّبدُ فيذهبُ جُفاءً وأمّا ما ينفعُ النّاسَ فيمكُثُ في الأرض”.
يذكر ان أيمن العتوم المولود في الأردن عام  1972 الحاصل على الدكتوراه في اللغة العربية من الجامعة الأردنية عام 2007 صدر له عدد من الروايات منها “يا صاحبي السجن، يسمعون حسيسها، ذائقة الموت، حديث الجنود، كلمة الله، نفر من الجن”، بالإضافة لعدد من الدواوين الشعرية منها: نبوءات الجائعين 2012، قلبي عليك حبيبتي 2013، خذني إلى المسجد الاقصى 2013.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *