21 فبراير عيد الشرعية اليمنية

 

يصادف يوم  21 فبراير هذا العام الذكرى الخامسة لانتخاب عبدربه منصور هادي رئيسا للجمهورية وفقا للمبادرة الخليجية التي أعقبت اندلاع ثورة فبراير 2011.
وإذا كانت الثورة الجماهيرية التي شملت البلاد كلها قوضت بنيان صالح ونظامه بشكل شعبي فإن الانتخابات التي قادت هادي إلى كرسي الرئاسة قوضت المخلوع وسلطته بشكل رسمي وبطريقة دستورية وتوافق الجميع على ذلك بما فيهم أنصار صالح وحزبه المؤتمر الشعبي.

كان من أبرز بنود المبادرة الخليجية تسلم هادي مقاليد الحكم واستكمال إجراءات الانتقال السلمي للسلطة بالشكل الذي توافقت عليه أطراف العملية السياسية في اليمن وبدعم ومؤازرة المجتمع الإقليمي والدولي. ما يعني أن الشرعية اليمنية بالصيغة هذه صارت محل إجماع لدى الأشقاء في السعودية والخليج العربي واعترف الجامعة العربية والمنظمات والهيئات الدولية وصولا إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة. وهو ما عبرت عنه في سلسلة من البيانات والقرارات ذات الصلة ومنها قرارات مدرجة تحت الفصل السابع.
لم يكد الرئيس هادي يبدأ يمارس مهامه حتى بدأت عصابات الجريمة تمارس أعمالها في تقويض السلطة والحرب على المحافظات والمؤسسات الحكومية والجيش والأمن، في سعي مكشوف للإجهاز على الدولة والاستيلاء على مقدراتها ونهب ثرواتها والسطو على ممتلكاتها.
وظهر قرنا الشيطان (صالح والحوثي) من بين كهوف صعدة ومن أقبية الغرف السرية في صنعاء وسنحان.. جمعهما الحقد على اليمن والسعي للانتقام من اليمنيين. الأول بسبب ثورة الشعب في فبراير 2011 والثاني بسبب الثورة الخالدة في سبتمبر 1962 ضد الحكم الامامي البائد.
وكانت المؤسسات الشرعية تنحسر أمام تمدد العصابات التي أخذت تنتشر مثل الجرب في مختلف المحافظات، واستغلت ضعف الدولة في تحقيق أهدافها التي تتضمن السيطرة على البلد مهما كانت التضحيات وكيف ما كانت العواقب.
سخرت عصابات القتل والبربرية من الشرعية ومؤسساتها واحتقرت القوى السياسية والاجتماعية ومارست التضليل بحق فئة من المغفلين والحمقى لتحريضهم على المشاركة في رذيلة الانقلاب على الشرعية التي حظيت بتوافق الداخل واعتراف الخارج ودعمه ومساندته.
وفي اللحظة التي اعتقدت المليشيا بشقيها أنها باتت تحكم قبضتها على كل البلاد هبت عاصفة الحزم لتنسف كل ما فعله الانقلابيون، وذلك من أجل نصرة الشرعية وكبح جماح القوى الممولة المدعومة من إيران. وها هي الحرب لا تزال تقرع طبولها في تقدم واضح للمقاومة والجيش الوطني وتقهقر قوى البغي الحوثي.فاشية في مختلف جبهات القتال.
مما يشير إلى أن اليمن ماض لاسترداد الشرعية واستعادة الدولة والقضاء على العصابات التي باعت نفسها لشياطين طهران سعيا منها لتحقيق أجندتها المشبوهة.
وها هو الشعب ينتصر لثورته ويواصل تضحياته من أجل الأهداف والمبادئ السامية، وشعاره:
ننتصر أو ننتصر.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *