في ذكرى رحيل المفكر العظيم/ علي عزت بيجوفيتش

 

يصادف اليوم الذكرى الـ 12 لرحيل الرئيس المفكر العظيم/ علي عزت بيجوفيتش- مؤسس ورئيس جمهورية البوسنة، (8 أغسطس 1925 – 19 أكتوبر 2003)،
فمن هو بيجوفيتش؟
هو شخصية استثنائية بكل المقاييس، وأبرز ما يميزه أنه جمع بين كونه مثقفا موسوعيا ومفكرا عملاقا، وكونه مناضل على الصعيد الوطني، قاد بلاده نحو الاستقلال في العام 1989 وخاض معركة مصيرية بحكم موقعه كرئيس لجمهورية البوسنة ضد حرب إبادة بشعة تعرض لها شعب البوسنة والهرسك في الفترة (1992- 1996)، بتواطؤ دولي.
وحتى بعد الحرب الظالمة التي تعرض لها شعبه إزاءها لم يتخل يوما عن قيم التسامح والتعايش التي آمن بها منذ أولى سنوات عمره، وكان في جميع مواقفه العملية منها أو النظرية داعية تسامح يناهض الصراعات والحروب بكل ما أوتي من قوة، وقد أثبت ذلك بشكل عملي حينما تمكنت وحدات عسكرية بوسنية من السيطرة على معسكرات خصومه الصرب فأمر بالإحسان إليهم وعدم رد الإساءة رغم ما كانوا يفعلونه بالمدنيين من جرائم بشعة وصلت حد قتل عشرات الآلاف منهم والتمثيل بجثثهم ناهيك عن جرائم الخطف والاغتصاب والتشريد.
بعد ما قرأت عنه وسمعت الكثير بدأت قراءة كتابه الشامل “الإسلام بين الشرق والغرب”، فوجدت كتابا مختلفا وكاتبا مختلفا، يقدم الإسلام بلغة العصر وروح القيم السامية التي تبناها، الأمر الذي دفعني للبحث أكثر في مضامين فكره الرائد وتجربته الفذة، وكان كل ما فيه يشير إلى شيء واحد: عظمة الفكر الذي يحمله، ويسرني كثيرا أني أفردت جزءا متواضعا من الوقت في دراسة بيجوفيتش فكرا وتجربة، وكان ذلك وسيبقى من أجمل أيام العمر، لأني قضيتها مع كتبه ومذكراته ومراسلاته وسيرة حياته وكفاحه الطويل وجهاده المستنير، منذ كان طفلا صغيرا يخرج لصلاة الفجر في مسجد القرية، ومرورا بحياته التي أمضاها حاملا هم وطنه وبلاده وأمته الإسلامية، حتى فارق الحياة وفاضت روحه الطاهرة إلى بارئها.
يقول ابنه بكر: منذ نعومة أظافري كنت قريبا من والدي رحمه الله، وفي السنوات خمسة العشر الأخيرة من حياته، لم يفارق أحدنا الآخر، كنت ساعده الايمن، نعيش في بيت واحد، كنت ابنه، وصديقه، وكنت سعيدا بأن لي أب مثله، وكنت ولا زلت أتمنى أن يعيش أطفال العالم في كنف والد مثل والدي العزيز رحمة الله عليه . كان يمثل لي كل شيء في الحياة، القدوة، والرمز، والمرجع في كل شيء، وقد ترك رحيله فراغا في حياتي لا يمكن ملؤه أبدا .
وقد حصل على عدد من الجوائز العالمية تقديرا لدوره وإسهاماته المتعددة، ومنها جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام، وجائزة مولانا جلال الدين الرومي، وجائزة دبي لخدمة القرآن الكريم والأمة الإسلامية، وشهادة تقدير أمريكية للدفاع عن الحرية والديمقراطية.
رحمة الله على الرئيس المفكر والمثقف المجاهد/ علي عزت بيجوفيتش- الاستثناء الخالد في ذاكرة التاريخ.
من أهم مؤلفاته المترجمة إلى العربية:
• الإسلام بين الشرق والغرب. (في الفكر والفلسفة والدين والتاريخ)
• هروبي إلى الحرية. (يومياته في السجن)
• الإعلان الإسلامي. (دعوة للنهوض بالعالم الإسلامي)
• سيرة ذاتية ومذكرات لابد منها.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *