منظمات مدنية تنشط لمواجهة آثار الحرب في جنوب اليمن

 

 

فؤاد مسعد- عدن 

بدأت منظمات ومبادرات شبابية في جنوب اليمن عددا من الفعاليات الهادفة لمواجهة آثار الحرب التي تشهدها البلاد منذ بضعة أشهر.

حيث دشنت مؤسسة “أكون” للحقوق والحريات، ومبادرتا “فينا خير”، و”كن فاعلا” الشبابيتان، الإثنين الماضي حملة “متى نعود”، وتهدف إلى تشجيع عودة النازحين من عدن إلى منازلهم، والسعي لإيجاد حلول مناسبة لمن تضررت مساكنهم.

تقول الناشطة/ لينا الحسني رئيس مؤسسة أكون، إنهم يهدفون من خلال الحملة إلى تسليط الضوء إعلاميا وحقوقيا وإنسانيا على الأسر المتضررة منازلها وإيصال معاناتهم إلى الجهات المختصة.

وعن فكرة الحملة، تقول ليلى الشبيبي، المدير التنفيذي لمؤسسة “أكون” لـ”راي اليوم” إنها جاءت نتيجة للنظر في معاناة الأسر النازحة وآلامها، إما بانتقالها إلى منازل أخرى أو سكنها في المدارس وبعض المنشئات العامة، الأمر الذي يجعلها عرضة للانتهاكات والتشرد والأمراض والافتقار للخدمات الأساسية، مشيرة إلى “أن المؤسسة تشكل حلقة الوصل بين الجهات المختصة من جهة والمتضررين من جهة ثانية، وأدفت القول إن الحملة إلى الآن لم تحصل على أي دعم أو تمويل، ولا زالت تمارس نشاطها بإمكانات ذاتية للأعضاء والمتطوعين.

إلى ذلك دشنت مبادرة “ألوان” الأسبوع الماضي، فعاليات “التعايش المجتمعي”، بمشاركة نشطاء مدنيين وقيادات شابة في مدينة عدن، وتأتي ضمن مشروع “اللُّحمة الاجتماعية”، التابع لبرنامج “تنمية نحو السلام”، وبدعم من بعثة وزارة الخارجية الهولندية وبالشراكة مع منظمة “كير” Care الدولية.

وتشمل الفعالية تدريب نشطاء وأعضاء مجالس محلية وخطباء وأئمة مساجد، على حول مفاهيم  “التعايش المجتمعي” بعد الصراع، بهدف تعزيز الوعي بالتنمية والسلام، فضلا عن تلقي المشاركين مهارات وقدرات متقدمة في العمل الجماعي التطوعي، وصولا إلى تشكيل مربعات تقف عليها كافة الأطراف؛ لخلق جو اجتماعي يخدم التوجه المدني بالتعايش، وفقا للناشط/منذر نعمان رئيس المبادرة الذي أشار إلى أن الحرب التي شهدتها عدن أدت إلى تدهور في جميع جوانب الحياة، وخلفت الكثير من الأضرار المادية التي طالت المنازل والمؤسسات والمنشآت والمرافق الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى وقوع انتهاكات متنوعة كابدها أبناء وأهالي المدينة.

وفي حديثه لـ”رأي اليوم” قال نعمان “إن المشروع ويهدف إلى تعزيز مبادئ التعايش الاجتماعي، وتمكين الشباب في المجال المجتمعي؛ ونشر ثقافة السلم والسلوك المدني، مشيراً إلى أهمية هذه المشاريع خلال الفترة القادمة لمواجهة آثار الحرب وتداعياتها” حسب تعبيره.

ويتم تنفيذ المشروع من قبل مبادرة “ألوان”، وهي مبادرة خيرية مجتمعية، بالشراكة مع ثلاث منظمات مجتمع مدني محلية، هي: اتحاد نساء اليمن بمحافظة عدن، ومؤسسة “تنمية القيادات الشابة”، ومركز “SOS” لتنمية قدرات الشباب.

أما مؤسسة “وجود للأمن الإنساني” فقد اختتمت أمس الأول فعاليات الدورة التدريبية الخاصة بـ”رصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان”، التي تأتي في سياق مشروع “حماية حقوق الإنسان والدعم النفسي لضحايا الانتهاكات”، ويدعمه البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة.

وشمل المشروع تدريب ممثلي 25 منظمة مدنية على الرصد والتوثيق، ليكونوا قادرين على خلق تغيير في صناعة القرار، لرفع الأصوات أمام الانتهاكات، والانتصار للحقوق”، حسب الناشطة/مها عوض رئيس المؤسسة في حديث لها على هامش الفعالية.

وبدوره التقى المهندس/ خالد بحاح نائب رئيس الجمهورية رئيس الحكومة في اليومين الماضيين عددا من مسئولي المنظمات المدنية بعدن، وأشاد بدورها  والجهود التي بذلتها وتبذلها، داعيا لعقد اجتماع يضم جميع المنظمات والمبادرات، ويهدف إلى “إعادة الحياة إلى عدن والمشاركة في مشاريع الأعمار والتنمية، وبطريقة مهنية يشترك فيها كل فئات المجتمع”.

 

(رأي اليوم)

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *