شهيدان يقودان حملة للتعايش في جنوب اليمن

رأي اليوم

 

 

أحيا العشرات من شباب مدينة عدن اليمنية أيام عيد الأضحى ولياليه بسلسلة من الأنشطة والفعاليات المتنوعة، الهادفة لإحياء قيم التعايش السلمي، في أعقاب حرب دامية شهدتها غالبية المحافظات منذ مارس/آذار الماضي، ولا تزال متواصلة في بعض المحافظات.
وتأتي هذه الأنشطة امتدادا لجملة من الفعاليات التي تحييها حملة “عدن مدينة السلم والتعايش”، الحملة التي أسسها ووضع لبناتها الأولى اثنان من الشهداء قضيا في المواجهات برصاص مسلحي جماعة الحوثي حينما هاجموا الأحياء السكنية في عدن، وهما الشهيدان/أحمد سهيل ذو العشرين ربيعا، وصديقه/ عوض اليافعي، اللذان أسسا مع رفاقهما حملة عنوانها التعايش، وهدفها تشجيع قيم التسامح والتعاون ونبذ الأفكار الإقصائية المتطرفة، ومناهضة العنف والتعصب وحمل السلاح أو الاحتكام إليه في حل أي خلاف.
ويعتزم أعضاء الحملة أن يبقوا على العهد ويواصلوا مشوار زملائهم الذين باتوا يطلقون عليهم شهداء التعايش، خاصة وأنهم حينما فارقوهم كانوا يحملون رسالة التعايش مبدأ وسوكا وقضية حتى غدا عنوانهم الأثير لدى جميع من يعرفونهم.
الفعاليات التي تبدأ مع أول أيام عيد الأضحى المبارك تشمل عروضا فنية ومسرحية تهدف لتعزيز السلام، والتشجيع على التعاون والمشاركة المجتمعية، وتحذر من مخاطر حمل السلاح وانتشاره، وسبق لهذه الحملة أن نفذت عددا من الأنشطة العامة منذ انطلاقها قبل قرابة عامين، شملت أنشطة في المحافظة على البيئة ومواجهة المظاهر التي تقلق أمن المجتمع واستقراره، إضافة لحملات توعية متنوعة في مضامينها وأشكالها لكنها تلتقي على هدف واحد: تدعيم مبدأ التعايش والسلم الأهلي، ومناهضة كل ما يهدد بسلامته.
من المتوقع أن يقوم أعضاء الحملة بزيارة أسر الشهداء وتقديم التعازي والمواساة، لإشعار هذه الأسر أن المجتمع معهم ولن يتخلى عنهم، وأن تضحيات الشهداء لن تذهب سدى وستظل محل اعتزاز وتقدير الجميع.
وقد لمست من القائمين على الحملة إصرارا على استكمال ما بدأه الشهيدان في هذا المشروع، خصوصا مؤسسه الشهيد/ أحمد سهيل، الذي يقول رفاقه وزملاؤه أنه ظل يدعو الجميع للتعايش فيما بينهم ونبذ الخلافات التي تدمر المجتمع وتمزق نسيجه، على النحو الذي شهدته اليمن عندما صار الاحتكام للعنف والسلاح هو سيد الموقف.
سيحتفل رفاق أحمد وعوض هذا العيد في الساحات العامة وهم يعملون على خدمة المجتمع بالفعالية الثقافية الهادفة والعرض الفني المعبر، وحملات التوعية الساعية لترميم ما دمرته الحرب في النفوس من آمال وأحلام وطموحات، والعمل على تخفيف جرح المصابين ومواساة المكلومين، وهذا ما قاله أحد رفاق أحمد سهيل.
وتقول واحدة من زميلات الشهيد، نحن على العهد ماضون في تعزيز قيم التعايش، لأن أحمد ظل حريصا على هذا المبدأ، وعدن في هذه المرحلة بأمس الحاجة له، بعيدا عن الإقصاء والتهميش، الذي قاد البلد للحرب والفوضى، مضيفة أنه كان مثالا للتسامح مع الجميع بدون استثناء، ولم تفارقه الابتسامة.

مقال نشرته في جريدة (رأي اليوم)

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *