وداعا حارث الضاري

 

انتقل إلى رحمة الله تعالى اليوم الخميس بمدينة اسطنبول العالم العراقي الجليل الشيخ/حارث الضاري، الأمين العام لهيئة علماء المسلمين بالعراق، بعد عمر ناهز 74 عاما، وسيوارى جثمانه في العاصمة الأردنية عمان، حيث قضى الشطر الأخير من حياته.

وبرحيله فقدت الأمة العربية والإسلامية واحدا من أبرز علمائها ورموزها المدافعة عن الحق والحرية.

عرف الراحل بمواقفه المناهضة للاحتلال الأمريكي الجاثم على بلاده منذ العام 2003، كما ظل صامدا وشامخا في وجه الميليشيات الطائفية التي سيطرت على  السلطة والنفوذ، وشرعت في ارتكاب أبشع الجرائم بحق مخالفيها.

وقد أثارت مواقفه الشجاعة ردود فعل محلية وإقليمية ودولية، وحين شعر زعماء الميليشيا الطائفية بتأثيره الداخلي والخارجي في فضح ممارساتهم العنصرية والمذهبية والطائفية بدأوا يشنون عليه الحرب بلا هوادة، إلى حد أنهم اتهموه بدعم الإرهاب والجماعات المسلحة، وهم يدركون أنه أبعد الناس بعلمه وإيمانه ووعيه الحضاري وثقافته المدنية عن الأعمال الإرهابية المدانة، بل قاموا بإصدار أحكام قضائية بتلك التهم، وهي طريقة معروفة ومألوفة لدى المالكي وشركائه في استهداف قيادات الطائفة السنية كلما شعروا أن تلك القيادات ترفض الممارسات التي تقوم بها الميليشيا ضد من يخالفها.

 

وُلد الضاري في قضاء أبو غريب التابع لمحافظة بغداد عام 1941، وهو أحد كبار علماء السنة في العراق، وكان يقيم في العاصمة الأردنية عمّان منذ عام 2007.

يحمل الشيخ الضاري شهادة الدكتوراه في الحديث النبوي، وكان من أكبر المناهضين للغزو الأميركي عام 2003 ولطريقة الحكم الحالية في العراق، خاصة رئيس الحكومة السابقة نوري المالكي.

ودعا حارث الضاري في أبريل/ نيسان 2012 الشعب العراقي إلى القيام بثورة شعبية سلمية ضد حكومة نوري المالكي. ووصف حينها رئيسَ الوزراء بالاستبدادي والمغرور، متهما إياه بالسعي إلى إنشاء دولة الحزب الواحد والشخص الواحد والمذهب الواحد مثلما هو الشأن في إيران، على حد تعبيره.

واعتبر حينها أن العراق محكوم لجهتين أجنبيتين هما الولايات المتحدة وإيران، وحذر من عواقب استمرار الهيمنة الأميركية والإيرانية على بلاده.

كما انتقد سياسات المالكي، مشيرا إلى الفساد المالي وارتفاع نسبة البطالة في صفوف العراقيين وتدني مستوى عيشهم، واكتظاظ السجون بالنزلاء لا سيما أهل السنة، إضافة إلى الاعتقالات العشوائية والإعدامات والتهجير.

وخلال توليه أمانتها العامة، أصبحت هيئة علماء المسلمين -التي أسسها الضاري عقب الغزو الأميركي للعراق- من بين أهم القوى العراقية المناهضة للاحتلال وللعملية السياسية وكذلك للطائفية ومشاريع الأقاليم الذي دعت إليه أطراف سنية، واعتبرت أنها مشاريع تفضي إلى تقسيم البلاد.  (وكالات).

رحمة الله تغشاه وعزاؤنا لعراقنا الحبيب وأمتنا العربية والإسلامية، سائلين المولى تعالى أن يمن علينا جميعا بالأمن والرخاء.

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *