الرئيس اليمني السابق: أحذر الحوثيين من أي مغامرة بالجنوب

 

عدن/ فؤاد مسعد/ الأناضول

آخر رئيس لليمن الجنوبي انتقد البيان الأخير للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لأنه “لم يذكر القضية الجنوبية ولم يكلف نفسه حتى المرور عليها”

حذر علي سالم البيض، آخر رئيس لليمن الجنوبي، الحوثيين من “أي مغامرة” بأراضي الجنوب، رافضا في الوقت نفسه فكرة نقل العاصمة إلى عدن. وفي تصريح خاص لوكالة الأناضول، حذر البيض من جر الجنوب إلى الصراعات الدموية التي قال إن “الجنوبيين تنبهوا لها من خلال تشكيل لجان شعبية لحفظ الأمن والاستقرار في العاصمة عدن وفي بقية المدن”. وأضاف أن “الجنوبيين عمدوا إلى تشكيل مقاومة شعبية ترابط على حدود الجنوب حفاظاً على جغرافيا الجنوب من أي اجتياح جديد لأي مليشيات مسلحة سواء كانت من ما يسمى بـ”أنصار الله” (الحوثيين) أو مليشيات ما تسمى بأنصار الشريعة (موالون لتنظيم القاعدة)”، حسب تعبيره. وتابع البيض، المقيم خارج اليمن منذ سنوات طويلة، قائلا إن “شعب الجنوب، وبيئته الحضارية طاردة للإرهاب، وأنه قادر على حماية نفسه، وصيانة بلده، من هذه الجماعات، ومليشياتها الإرهابية”. وقال البيض إن “الجنوبيين فوجئوا، بقدوم الرئيس اليمني (عبد ربه منصور هادي) إلى عدن، بعد خروجه من الحصار الذي فرضته عليه هذه الميليشيات المسلحة”، وأعرب عن رفضه تحويل العاصمة الى عدن لأن “ذلك يعني نقل الصراع إليها”، على حد قوله. وأضاف “أننا نحذر بشدة مليشيات جماعة الحوثي من أي مغامرة في أراضي الجنوب المحتلة لأن من شأنها إشعال حروب طائفية ستجد من يدعمها من القوى المتربصة، ونحن نرفض تحويل أرض الجنوب إلى مسرح للصراعات الدولية والإقليمية”، وفق ما قاله لمراسل الأناضول. وقال البيض إن “ما جاء في بيان عبدربه منصور هادي لا يعني شعب الجنوب لأنه لم يذكر القضية الجنوبية ولم يكلف (هادي) نفسه حتى المرور عليها باعتبارها القضية المركزية في الصراع مع المحتل اليمني”، في إشارة إلى بيانه الأخير. وشدد على التزامه بموقف الحراك الجنوبي المطالب باستعادة دولة الجنوب، وناشد المجتمع الدولي الاصغاء لمطالب الجنوبيين. ورحبت أكبر فصائل الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال، أمس الأحد، بالرئيس اليمني (المستقيل) عبدربه منصور هادي في عدن (جنوب)، وهنأه بالسلامة وتمكنه من الخلاص من أسر من وصفها بـ”الميليشيات الحوثية”. وفي بيان لها أمس، قالت الهيئة الوطنية الجنوبية، أكبر فصائل الحراك الجنوبي، إنهم يأملون من الرئيس هادي الوقوف أمام قضية الشعب الجنوبي العادلة المشروعة، المتمثلة بالتحرير والاستقلال. وتوحدت اليمن في 22 مايو/ أيار 1990 ثم اندلعت الحرب الأهلية بعد أربع سنوات عقب إعلان نائب الرئيس اليمني السابق حينها علي سالم البيض والمقيم حاليا بالخارج الانفصال من طرف واحد. وينفذ الحراك الجنوبي، المطالب بالانفصال منذ 14 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اعتصاما مفتوحا في مدينتي عدن والمكلا (كبرى مدن محافظة حضرموت)، للمطالبة بانفصال جنوب اليمن عن شماله، بعد سنوات من اندماج الطرفين في دولة الوحدة عام 1990. وتسببت خلافات بين قيادات الائتلاف الحاكم خلال الوحدة وشكاوى قوى جنوبية من “التهميش” و”الإقصاء” في إعلان الحرب الأهلية التي استمرت قرابة شهرين في عام 1994، وعلى وقعها ما زالت قوى جنوبية تطالب بالانفصال مجددا. وأفرز مؤتمر الحوار الوطني اليمني الذي اختتم مطلع العام الماضي 2014 ، شكلا جديدا للدولة اليمنية القادمة على أساس دولة فيدرالية من 6 أقاليم (أربعة أقاليم في الشمال، واثنان في الجنوب).

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *