الربيع العربي في 2015 من وجهة نظر أمريكية

 

في قراءته لمآلات الربيع العربي، في العام الجاري 2015، يرى الباحث الأمريكي: آرون دافيد ميلر، AARON DAVID MILLER، أن الربيع العربي بعد مرور 4 سنوات تدهور إلى كارثة، فليبيا، وسوريا، والعراق، واليمن، تواجه درجات متفاوتة من الحرب الأهلية والتمرد والانهيار. ومصر تبدو اليوم أقل حرية ورخاء مما كانت عليه في عهد حسني مبارك.

المقال الذي نشرته وول استريت جورنال-The Wall Street Journal، بعنوان:The Arab Spring in 2015: RIP? يقدم مقاربة لما جرى في دول الربيع العربي، خاصة وأن كاتبه الذي يعمل حاليا نائبا لرئيس مركز دراسات وودر ويلسون الدولي للأبحاث، عمل نحو 20 عاما مستشارا لدى الخارجية الأمريكية، وخاصة في ملف المفاوضات العربية الإسرائيلية، وملفات أخرى من بينها تقريب وجهات النظر بين إسرائيل ودول عربية عدة.

ويخلص إلى أن العوامل التي جعلت الأمور تسوء، وتسير في الاتجاه الخاطئ، ثلاثة وهي:

1-    عدم وجود قيادة.

2-    عدم وجود مؤسسات.

3-    غياب التماسك.

وقد أصبح المشهد- من وجهة نظر ميلر- يطغى عليه اللامركزية في العراق، والحرب الأهلية و/أو التقسيم في سوريا وليبيا واليمن.

وفي مقابل عوامل الانهيار والتمزق العربي، تبدو- حسب الباحث- 3 دول قوية في المنطقة، ليست عربية طبعا، وهي: إيران، تركيا، وإسرائيل. وتمتلك كل منها عوامل قوة كما تواجه عددا من التحديات، لكن لديها الاستقرار السياسي والقدرة الاقتصادية، الأمر الذي يجعلها جديرة بالمتابعة في العام الجاري، في الوقت الذي يذوب العالم العربي.

وكما كان ميلر افتتح مقاله التحليلي بما يصفها مزحة الروائي الأمريكي (روبرت بن وارن) القائلة (إن التاريخ، مثل الطبيعة، نادرًا ما يقفز، وعندما يفعل ذلك، فإنه عادة ما يقفز إلى الوراء). رائيا أن أحداث الربيع العربي أكدت صحتها، فهو يختم بمقولة المؤرخ الروماني (تاسيتوس) “إن أفضل يوم بعد وفاة الإمبراطور السيئ هو دائما اليوم الأول”. ويعلق قائلا: وبالنظر إلى ما حدث في الدول العربية منذ وقت مبكر، والأيام العنيفة في ميدان التحرير قبل 4 سنوات، يمكننا أن نأمل فقط أن تثبت الأيام أن تاسيتوس كان مخطئًا:

Given what’s happened in Arab countries since the early, heady days in Tahrir Square four years ago, we can only hope Tacitus turns out to be wrong.

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *