وثق الثورة اليمنية وقتلته القاعدة بعد عام من اختطافه.. رسالة حزينة لأسرة الصحفي الأمريكي لوك سومرز

 

 

رسالة أسرة الصحفي الأمريكي الذي قتلته القاعدة أمس في اليمن

 

قدم الصحفي الأمريكي لوك سومرز، إلى اليمن قبل أكثر من عامين لتوثيق أحداث الثورة، لكنه تعرض للاختطاف من مسلحي القاعدة قبل عام، وحينما كانت قوة أمريكية تحاول أمس تحريره من الخاطفين في محافظة شبوة قتله مسلحو القاعدة مع مختطف آخر من جنوب أفريقيا كان يعمل مدرسا في اليمن.. 

قبل شهر من اختطافه  سومرز لـ”بي بي سي” أنه ينوي العودة إلى بلاده قريبا.

 

وصباح اليوم كتب الصحفي اليمني/ غمدان اليوسفي على صفحته في الفيسبوك المنشور التالي:

(والدة (لوك سومر) اضطرت للعمل لتجد لقمة العيش بعد اختطافه)
…………………………..
قبل مقتل لوك بساعات قليلة وصلني طلب صداقة لشخص يدعى أندرو كارتر Andrew Carter Bartles ولم ألتفت للأمر.. اليوم بالصدفة فتحت رسائل البريد المهمل، ووجدت رسالة من شخص يدعى أندرو كريت، قال فيها إنه صديق المصور الأمريكي الراحل (لوك سومرز) منذ أيام الجامعة، وأرفق برسالته هذه الرسالة، طالبا نشرها إذا ارتأيت أنها قد تفيد في تحرير لوك.
الرسالة كتبت باللغة العربية ومن شخص يبدو أنه يمني قريب من عائلة لوك..
فات وقتها، لكن سأنشرها كما هي، علكم تشعرون بما شعرت به.
…………………….
بسم الله الرحمن الرحيم
أبنائي الكرام،
سلام عليكم أيّها الأخوة في الدين وفي العروبة. أكتب لكم من موقعي كصديق لِعائلة وأحبّاء لوك. وإن لم أتعرّف على لوك شخصيًّا، فقد شهد لي أصدقائه بأنّه شخص طيّب القلب، مساعد لأمّه ولعائلته، وأنّه لا يؤذي أحدًا. لقد أمضى معكم بضيافتكم أعوام، وقد رأيتم طيبته كشخص. ولكن أمّه وأخوته يعانون كلّ يوم، لأنّهم محرومون من وجوده ومساعدته لهم في شؤون بيتهم. أمّه أصبحت امرأة عجوز وقد أنهت صرف مالها الذي ادخرته واضطرّت للعمل مجّددًا وهي في هذا السن لتشتري الطعام والكسوة بعد أن كان لوك يؤمنها لها، أنتم عرب مثلي، ولا يمكن للعربي أن يكون سبب في بكاء وحزن أمّ عجوز، حفظكم الله لأمّهاتكم حين تحتجن إليكم.
ألا وأنتم أهل اليمن من أوائل من عرض الأمان لرسولنا الأكرم (ص) وبايعتموه على رسالته، وقد بارك رسول الله (ص) أرضكم كشهادة وفاء إليكم حين قال “بارك الله في يمننا وشامنا.” وقد أتى لوك إليكم مطمئنًّا للأمان الذي عرضه النبي محمّد (ص) لأهل الكتاب في بلاد المسلمين. وقد احترم هذا الأمان خيرة المسلمين من الأوّلين والآخرين، فأصبح تراثنا الإسلامي هو التسامح والكرم والنخوة والتفوّق. أعلم أنّ الله سيهديكم إلى ما يرضيه وما يرفع اسم المسلمين بإيمانكم.
أهل لوك يتمّنون عودته كلّ يوم ويناشدونكم مناشدة الضعيف للعزيز الكريم أن تخلو سبيله، بعدما رأيتم حسن أخلاقه في منزلكم، لكي يعود إلى قلب أمّه الفرح وإلى وجهها الابتسامة. واعلموا، إن أتيتم إلى الولايات المتحدة الأميركية في المستقبل، فأهله يعرضون عليكم ضيافتهم لكي تروا كم يشبهوننا بكرمهم.
مع جزيل الاحترام،
أخوكم محمد بن أحمد آل عواضة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *