من يستلم تركة الدولة اليمنية المريضة؟

الرئيس السابق علي صالح يجمع كائنات (الراعي) في مجلس النواب لإستخدامها كآخر مؤسسة شرعية في البلد المنهار، والحوثي جمع مأجوري فئة (ألفين ريال=10 دولار)، وأطلق عليهم (حكماء اليمن)، للقول أن الدولة سقطت وهذا هو الشعب يقرر تشكيل لجان ثورية (حوثية) تدير شؤون البلد!أما هادي فهو في إنتظار معجزة تعقب تشكيل الحكومة تعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل 21 سبتمبر. بينما يترقب  اللقاء المشترك ضوء آخر النفق لكنه يسمع طبول الحرب. وقد أثبتت الأيام القليلة الماضية وجود صراع خفي بين طرفين، يحاول كل طرف الإنقلاب على الوضع الراهن بطريقته:

الطرف الأول: جناح علي صالح دفع بيحي الراعي بصفته رئيس مجلس النواب لعقد جلسات البرلمان بهدف إيصال رسالة مضمونها أن الدولة سقطت ولم يبق فيها أي مؤسسة شرعية باستثناء البرلمان، وبالتالي في حال تصاعدت المواجهة بين الحوثي والرئيس هادي يكون البرلمان هو الحكم وهو الفيصل بموجب الدستور والقانون (الدستور القائم حاليا لا يزال هو الفاعل لأن الجديد لم ينجز بعد)، وفي هذه الحالة ينص الدستور على تولي رئيس البرلمان مهام رئيس الجمهورية ستين يوماً لحين إجراء الإنتخابات، ويقومون بإستعراض جمعتهم اليوم لجمع المزيد من أنصارهم وتوسيع ورفع معنويات عناصرهم.

الطرف الثاني هم  الحوثيون: قاموا بعقد مؤتمر (حكماء اليمن) لإيصال الرسالة نفسها: لا يوجد دولة ولا جيش، وبالتالي فإن حكماء اليمن اجتمعوا وقرروا تشكيل لجان ثورية ولجان شعبية في المديريات والمحافظات وستكون مخولة بموجب هذا الاجتماع (المؤتمر العام)، بممارسة مهام الدولة في كافة المجالات، وعليه فالصراع بين صالح والحوثي حول من يسبق أولا: برلمان الراعي أم لجان الحوثي؟

بالنسبة لتنظيم القاعدة فهو يرى في تسلم جماعة طائفية مسلحة (شيعية) مقاليد الحكم و الإدارة في بلد معظم أبنائه ينتمون للمذهب السني دليلاً على تواطئ داخلي وخارجي، وبالتالي فإن مواجهة هذا الوضع لها ما يبررها. وقد بدا بيانه الأخير أكثر تحديداً في هذا السياق).

الرئيس هادي يتصور أن تشكيل الحكومة سيعيد الأمور إلى نصابها، والمشترك يرى أن تشكيل الحكومة سيكون بداية الطريق وليس نهايتها.

والأيام تنبئ بالكثير من  المفاجئات!!

(الصورة لدبابة إستولى عليها مسلحون حوثيون- مدونة سهيل نيوز)

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *