ذكرى مدينة

 

 

في الليل إذ ترسو المدينة

 فوق أرصفة الغروبْ

و تنام أحلامٌ و تصحو غيرها

مبتلةً بالشوق – بادر صحوك الآتي

و يمم شطر فجرك قبل أن يأتي

فتذروه الرياح و يطفئ النسيان جذوته

و يُصلب حلمُك الذاوي على جذعٍ الهروبْ

لملم شتات الضوء قبل أفوله

و احضن صدى همسات حبٍ عابرٍ

و حبيبةٍ عبرت و ما برحت تقاسمك الوعود

 بأن تئوب- و لا تئوبْ

في الليل إذ تأتيك أطيافٌ من الذكرى-

 تذكّرْ وجه صوتك حين باغتـَك السؤالْ:

“أو َ كلّ من نادمتـَهم تركوك

و ارتحلوا تباعا كالخيالْ”؟

لا تنس كيف بكيت حين علمت أن أباك غادَرَ مثلهم،

 هل قبلهم- أو بعدهم؟

 لا فرق في التوقيت

ما دامت حصيلة حزنك الأزليّ لا تبغي الزوالْ

لا فرق في الأيام و السنوات حين تمر

 و الغرباء يفترشون أرض مدينةٍ

غادرتـَها طفلا تطوف مدائن الدنيا

و تحمل حبها الأبديّ في عينيك،

 في خفق الفؤاد كلوحةٍ ترنو لها،

 كقصيدةٍ تشدو بها،

 و تظل تسأل في شرودْ:

أمي الحبيبة هل نعودْ؟

أمي متى سنعانق البيت الذي عشنا به

 أو عاش فينا؟

هل نرى تلك الشوارع و الأزقة من جديدْ؟

هل لا يزال بوسعنا أن نستظل بفيء أشجارٍ ألفنا ظلها

قبل اشتعال النار و البارود في ليل الحروبْ

19 أكتوبر2012م

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *