ذكرى شهيد لم يمت

 

 

الوالد الشهيدمسعد المعصري

قبل خمسة أعوام بالتمام والكمال، وتحديدا في 16 سبتمبر 2009م،
قضى الشهيد/ مسعد محمد المعصري نحبه بعد تعرضه ومجموعة من زملائه لقذائف أطلقتها العصابات الحوثية المسلحة في شمال صعدة، فاضت روحه إلى بارئها في ليلة السابع والعشرين من رمضان، ومضى إلى حيث نحسبها شهادة، كانت الفاجعة برحيله المفاجئ كبيرة، خاصة من عرفوا عن قرب أخلاقه واستقامته، وكانت ليلة باكية حزينة يصعب نسيانها.
رغم إدراكنا أنه لم يكن الأول ولن يكون الأخير في مشوار طويل من الحروب و المآسي والصراعات، لكنا حزنا عليه كثيرا- ولا زلنا، وليس بمقدورنا غير الحزن، وهو حيلة الغالبية العظمى من الشعب الذي يتساقط أبناؤه تباعا في أكثر من حرب و أكثر من جبهة، وعلى أكثر من صعيد.
كلما مر بنا هذا اليوم تذكرنا كم هي فجيعتنا مؤلمة، وكم هو القتل جبان وغادر وآثم أيضا، وهذا ما لن يقوى القتلة على فهمه، إن أكثر ما يحز في النفس أن أنبل الناس وأطيبهم يفقدون أرواحهم على يد أراذل البشر وأحقر الكائنات، فصيلة القتلة وعصابة الجريمة، وإن أطلقوا على أنفسهم أجمل الصفات لن يغيروا من حقيقتهم شيئا.
وربما ظل اليمنيون يتذكرون لسنوات طويلة وعقودا قادمة من الزمن أن ثمة عصابة ظهرت على حين غفلة من الروح اليمنية الجامعة، وفعلت أبشع مما تفعله عصابات المافيا و الجريمة المنظمة، واعتقدت أنها بذلك تقدم عربون مودة!! لم تشعر أنها يوميا تسقط، بل هي لم تسقط بالفعل، وإلى أين ستسقط أصلا إن كانت هي في قعر الانحطاط منذ خرجت من أقذر كهوف الماضي.
سيتذكر اليمنيون كم كانوا كرماء بحق حفنة من السفلة وشذاذ الآفاق، الذين عبرت أعمالهم عن خبايا نفوسهم الملوثة بالغدر و الحقارة.
لن ننسى الشهداء الذين رووا –ولا يزالون- بدمائهم الطاهرة أرضهم ووطنهم وهو يتصدون لعصابات الكهوف المحملة بكل أحقاد السنين، والحاملة كل صور العنصرية والسلالية معتقدين بأفضليتهم المزعومة.
لن ننساك أيها الشهيد الغالي الذي علمتنا كيف نعيش رافعي الرؤوس، ستظل خالدا فينا ككل القيم العظيمة التي ترفض أن تموت، و ستبقى روحك الطاهرة ترفرف حبا وسلاما فوق تراب الوطن الذي أقسمت أن تفديه وأوفيت بالقسم.
رحمة الله تغشاك في مسكنك
و السلام عليك يوم ولدت
و يوم واجهت المنية ثابتا
ويوم تبعث حيا

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *